إقرار العفو عن إنفصاليي كاتالونيا

كاتالونيون يُصفّقون إحتفالاً بإقرار قانون العفو داخل البرلمان أمس (أ ف ب)

تبنّى النوّاب الإسبان نهائيّاً أمس قانون العفو عن الانفصاليين الكاتالونيين، الذين حاولوا الانفصال عن إسبانيا عام 2017 بقيادة كارليس بوتشيمون، إثر جلسة شديدة التوتر استمرّت نحو ساعتين وسط أجواء نارية تخلّلتها شتائم. وجرت الموافقة على القانون بغالبية ضئيلة جدّاً اقتصرت على 177 صوتاً مقابل 172 معارضاً، فيما الغالبية المطلقة المطلوبة هي 176 صوتاً. واستطاع رئيس الوزراء اليساري بيدرو سانشيز نيل موافقة البرلمان على القانون بفضل دعم حزبَين انفصاليَّين كاتالونيَّين.

وقال سانشيز الذي اضطرّ إلى الاتفاق مع الانفصاليين الكاتالونيين حتّى يتمكّن من العودة إلى السلطة في تشرين الثاني الماضي، إنّ العفو يهدف إلى إنهاء انعدام الاستقرار الناجم عن المحاولة الفاشلة لكاتالونيا في إعلان استقلالها من جانب واحد عندما كان بوتشيمون يقود الحكومة الإقليمية، مشيراً إلى أنه «في السياسة كما في الحياة التسامح أقوى من الضغينة». واعتبر أن «إسبانيا اليوم أكثر ازدهاراً ووحدةً مِمَّا كانت عليه في 2017»، لكن سانشيز لم يحضر النقاش ودخل القاعة قبل التصويت مباشرة.

من جانبهما، شدّد الحزبان الانفصاليان الكاتالونيان على أنّ هذا العفو لا يعني نهاية النضال من أجل الاستقلال، بل يُشكّل مجرّد مرحلة. واعتبرت المتحدّثة باسم حزب بوتشيمون «معاً من أجل كاتالونيا»، ميريام نوغيراس، أن هذا التصويت هو «معركة في النزاع القائم منذ قرون بين البلدَين» كاتالونيا وإسبانيا، متحدّثةً عن «يوم تاريخي». ورأى نظيرها غابرييل روفيان من «حزب اليسار الجمهوري لكاتالونيا» أن «المحطة التالية» على طريق الاستقلال هي تنظيم استفتاء.

في المقابل، اتّخذ كلّ من حزب المعارضة الرئيسي، «حزب الشعب»، و»حزب فوكس» اليميني الحازم، موقفاً أخيراً قبل التصويت، منتقدين «الفساد السياسي». وقال زعيم «حزب الشعب» ألبرتو نونيز فيغو لسانشيز: «لقد كذبت على الإسبان لأنّك وعدت بعدم القيام بذلك!»، بينما قال زعيم «حزب فوكس» سانتياغو أباسكال: «ستعفو عن شركائك فقط للبقاء في السلطة»، متّهماً أيضا سانشيز بالسعي إلى تحويل انتباه الرأي العام عن «الفساد» وانتقده لاعترافه أخيراً بالدولة الفلسطينية. وأثارت كلمات أباسكال ردّ فعل عنيفاً من اليساريين المتطرفين الذين ردّدوا: «فاشيون!» أو «مؤيّدون للنازية!».

ويأتي ذلك بعدما كان النواب قد اعتمدوا مشروع قانون العفو في 14 آذار الماضي، لكن مجلس الشيوخ الذي تُسيطر عليه المعارضة اليمينية استخدم الفيتو بعد شهرَين وأعاد النصّ إلى مجلس النواب الذي كان له الكلمة الفصل أمس. وسيستفيد من العفو حوالى 400 شخص، في مقدّمهم بوتشيمون الذي يعيش في المنفى، فيما أوضح وزير العدل فيليكس بولانيوس أن القانون سيصدر «في الأيام المقبلة» وسيكون أمام المحاكم مهلة شهرَين كحدّ أقصى لتطبيقه.