يحتاج البشر الذين يزورون المريخ إلى مكانٍ محدد للاختباء من الأشعة، وتقلبات درجات الحرارة، والعواصف الغبارية التي تجتاح الكوكب. لو كان المريخ مشابهاً من ناحية معيّنة للأرض أو القمر، قد يشمل أنابيب بركانية كبيرة تحت الأرض حيث تنتشر الملاجئ المنشودة. قد تسمح الفتحات المنبثقة من تلك الأنابيب بالوصول إلى المنافذ الآمنة. لكن هل يقود هذا الثقب في المريخ إلى كهف أكبر حجماً تحت الأرض؟
يقتصر حجم هذه الحفرة على بضعة أمتار، وهي تقع في منطقة «أرسيا مونس» على المريخ. تُعتبر هذه المنطقة واحدة من ثلاثة براكين خامدة في مجموعة «ثارسيس مونتيس». لكن تكشف صور أحدها جداراً جانبياً مُضاءً قد يشير إلى حفرة أسطوانية الشكل بكل بساطة.
تتعدد الأفكار المطروحة حول كيفية استكشاف الكهوف القمرية والأنابيب البركانية، منها تصاميم نظرية لروبوتات قادرة على تحليلها. قد يتمكن رواد الفضاء من الاختباء في موائل قابلة للنفخ داخل تلك الأنابيب على سطح القمر، فيحمون أنفسهم من تقلبات درجات الحرارة، والأشعة، والنيازك الدقيقة.
لكن يختلف الوضع على كوكب المريخ. لا شيء يبرر عدم وجود الأنابيب البركانية في هذا الكوكب. عملياً، تُعتبر جاذبية المريخ أضعف بكثير من جاذبية الأرض، ويُفترض أن يسمح هذا الوضع بظهور أنابيب أكبر بكثير.
تكشف صور المريخ أنابيب منهارة، لكن يبدو أن تلك الأنابيب لم تتفكك كلها كي تشكّل قنوات متصدعة. تبدو حفرة محددة في بركان المريخ «بافيس مونس» مثيرة للاهتمام أكثر من غيرها. يظهر شكل من الفراغ تحت تلك الحفرة، لكن يصعب التأكد من طبيعتها. إذا كانت تدخل في خانة الأنابيب البركانية مثلاً، يعني ذلك أنها تفوق معظم الأنابيب على كوكب الأرض.