الثقوب السوداء تُوجّه الإشعاعات الضخمة سريعاً نحو أهداف جديدة

02 : 00

في السنوات الأخيرة، رصد علماء الفلك مؤشرات مفادها أن تدفقات الجزيئات البلازمية التي تطلقها الثقوب السوداء الضخمة قد تُغيّر اتجاهها مع مرور الوقت. يكشف بحث جديد الآن أن هذه الظاهرة تحصل خلال فترة قصيرة على نحو صادم.



تظهر التدفقات البلازمية حين تُوجّه حقول مغناطيسية قوية المواد الساخنة التي تتساقط باتجاه ثقب أسود نحو قطبَيها ثم تعود سريعاً إلى النظام الكوني. يبدو أن هذه المجموعة من إشعاعات الطاقة تؤثر بشدة على تشكيل النجوم، لذا يحتاج العلماء إلى استكشاف آلية عملها.

حلل فريق دولي من الباحثين 16 مجرة فيها ثقوب سوداء في وسطها، فتمكنوا من مقارنة بيانات الموجات الراديوية (تكشف اتجاه التدفقات البلازمية راهناً) بالتجاويف القائمة في الغاز الساخن حول الثقوب السوداء (تكشف اتجاه التدفقات البلازمية في الماضي).

يقول عالِم الفيزياء الفلكية فرانشيسكو أوبرتوسي من جامعة «بولونيا» في إيطاليا: «اكتشفنا أن ثلث الإِشعاعات تقريباً تسير راهناً في اتجاهات مختلفة بالكامل عن وجهتها السابقة. تدور هذه الثقوب السوداء وتتجه نحو أهداف جديدة، بما يشبه محطة الفضاء الخيالية «نجم الموت» في سلسلة «حرب النجوم»».

غيّر ثلث التدفقات البلازمية (بين 30 و38%) مساره بدرجة ملحوظة (45 درجة على الأقل) خلال 10 ملايين سنة كحد أقصى، ما يعني أنها ظاهرة شائعة نسبياً في الثقوب السوداء الضخمة.

في بعض الحالات، بلغت قوة التغيرات في الاتجاهات 90 درجة تقريباً، بينما اقتصرت أقصر فترات التغيير على مليون سنة. على المستوى الكوني، تُعتبر هذه الوتيرة من إعادة الاصطفاف سريعة.

وبما أن هذه التدفقات البلازمية تُصعّب تجمّع الغازات وتشكيل النجوم، لا مفر من أن تؤثر أي تغيرات في وجهتها على تركيبة المجرات المحيطة بها.

تعني هذه العملية على الأرجح تراجع النجوم الناشئة، لكن ما من بيانات كافية للتأكد من تأثير إشعاعات الثقوب السوداء الجارفة على النجوم والكواكب القائمة.

لم يتّضح بعد العامل الذي يفسّر حركة الدوران، مع أن الباحثين يطرحون بعض الأفكار عن هذه المسألة وتتعدد العوامل القادرة على تحريك التدفقات البلازمية في اتجاهات مختلفة. في مطلق الأحوال، لا بد من إجراء دراسات أخرى لمعرفة حقيقة ما يحصل.

MISS 3