تكشف الأدلّة الأثرية أن الناس وصلوا إلى أستراليا منذ 65 ألف سنة على الأقلّ. كان هؤلاء البشر جزءاً من موجة مبكرة شهدت سفر الناس شرقاً من أفريقيا، مروراً بأوراسيا، وصولاً إلى أستراليا وغينيا الجديدة.
كانت تلك الموجة واحدة من موجات هجرة متعدّدة في تاريخ الاستعمار البشري حول العالم. ترتبط هذه الموجات على الأرجح بالتغير المناخي وقدرة الجماعات على التكيّف مع مجموعة واسعة من البيئات.
لكن يكشف بحث جديد الآن أن موجة كبيرة من الهجرة وصلت إلى جزيرة تيمور بعد فترة غير طويلة منذ 50 ألف سنة. تَحقّق هذا الاكتشاف في ملجأ «لايلي» الصخري، وهو يستنتج أن أوائل الوافدين إلى أستراليا منذ 65 ألف سنة حضروا عن طريق غينيا الجديدة، ثم استُعمِرت تيمور وجزر جنوبية أخرى خلال موجة لاحقة من توافد المستوطنين.
قد تدفع هذه النتائج العلماء إلى إعادة تقييم مسار وتوقيت الهجرة البشرية الأولى نحو قارة ساهول (كانت أستراليا وغينيا الجديدة مندمجتَين فيها). كذلك، يبدو أن حركات التوافد نحو الجزر كانت عملية مستمرة ولم تحصل لمرة واحدة فقط، فقد أصبحت الجزر الجنوبية مأهولة بعد آلاف السنين على موجة الاستيطان الأولى في أستراليا.
يعني مستوى الاحتلال الأولي في موقع «لايلي» أن تلك الهجرة كانت واسعة لدرجة أن تتفوّق على الهجرات السابقة في جزر جنوب شرق آسيا وأستراليا ونيوزيلندا. كذلك، يشير غياب الاحتلال البشري لجزيرة تيمور في الحقبة التي سبقت الخمسين ألف سنة الماضية إلى وصول البشر إلى الجزيرة في مرحلة لاحقة ومختلفة عن التقديرات السابقة. يدعم هذا الاستنتاج النظرية القائلة إن البشر وصلوا إلى أستراليا للمرة الأولى عبر غينيا الجديدة، لا جزيرة تيمور.
لم يكن هذا المسار مباشراً بالقدر نفسه، لكن يمكن نَسْبه إلى تراجع عدد الحيوانات التي يمكن استهلاكها في الجزر الجنوبية، بما في ذلك تيمور.
كان المستعمرون الأوائل ليحتاجوا إلى شكلٍ من المرونة والتكيّف كي يقتاتوا على السمك والمحار. لهذا السبب، بدا الانتقال إلى تلك الجزر الجنوبية أصعب من التوجه الى الجزر الشمالية التي شملت حيوانات برية متوسطة وكبيرة.