آثار أمطار الأرض الأولى داخل بلورات بدائية

يكشف بحث جديد أن المياه العذبة كانت متناثرة على سطح الأرض منذ 4 مليارات سنة، أي قبل 500 مليون سنة ممّا افترض العلماء سابقاً.

استعمل باحثون من أستراليا والصين نظائر الأكسجين العالقة في معادن قديمة لتحديد توقيت ظهور أول مؤشرات المياه العذبة على قشرة الأرض الناشئة. تشمل منطقة «جاك هيلز» في غرب أستراليا أقدم مواد صامدة من قشرة الأرض. طوال 4.4 مليارات سنة، لم يغيّر الحرّ والضغط المعادن البدائية بشكل عام.

لا تتلقى تلك المساحة الجافة الحمراء المغبرة كميات كبيرة من المياه في هذه الأيام، لكن عثر العلماء على أدلة تشير إلى أقدم أمطار شهدتها الأرض، وهي عالقة داخل بلورات الزركون الصخرية. إنه استنتاج مختلف بالكامل عن طريقة فهمنا تاريخ الكوكب الهيدرولوجي.

لا يشدّد هذا الاكتشاف على تاريخ الأرض في أولى مراحل نشوء الكوكب فحسب، بل إنه يثبت أيضاً أن الكتل الأرضية والمياه العذبة تُحسّن فرص ازدهار الحياة ضمن إطار زمني قصير نسبياً (أقل من 600 مليون سنة بعد تشكيل الكوكب).

ظنّ العلماء في السابق أن القشرة كانت مغمورة بالمياه تحت المحيط في تلك الحقبة. كان جزء من أقدم أشكال الحياة على الأرض عبارة عن شعاب مرجانية ميكروبية عمرها 3.48 مليارات سنة، وهي تدخل في خانة صخور الستروماتوليت التي تم اكتشافها على بُعد 800 كيلومتر من شمال منطقة «جاك هيلز». لكن يكشف هذا البحث الجديد أن الأراضي الجافة، وخزانات المياه العذبة، ودورات المياه، وحتى مظاهر الحياة على الأرض، نشأت في حقبة أقدم مما كنا نظن. يدعم هذا الاستنتاج أيضاً نظرية «الأرض القديمة الباردة»، كما وصفها عالِم الجيولوجيا جون فالي من جامعة «ويسكونسن ماديسون». تفترض تلك النظرية أن كوكب الأرض كان بارداً لدرجة أن يشمل المحيطات، والمياه السائلة، وغلافاً مائياً، بعد فترة غير طويلة على تجمّد بحر الصخور المنصهرة على الأرض وتحوّله إلى قشرة.

تُعتبر هذه النتائج الجديدة خطوة واعدة لتحسين طريقة فهمنا تاريخ نشوء الأرض، وقد تُمهّد في نهاية المطاف لاستكشاف أصل الحياة.