إستضافت الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، اليوم الخميس، وفداً إقتصاديّاً عراقيّاً موسّعاً برئاسة رئيس الهيئة الوطنيّة للاستثمار حيدر مكيّة بمشاركة سفير العراق في لبنان أمين نصراوي، حيث تم عقد لقاء عمل تركز النقاش فيه على دخول رجال الأعمال اللبنانيين في الإستثمارات العراقية المطروحة، بحضور أعضاء الهيئات وعدد من رجال الأعمال اللبنانيين، إضافةً الى الوفد العراقيّ الذي يضمّ 11 مديراً عاماً ووكيلاً للوزارة العراقية المختلفة.
شقير
بدايةً، تحدّث شقير مرحّباً بالوفد في غرفة بيروت وجبل لبنان "بيت الإقتصاد اللبناني" في هذا اللقاء المبارك الذي يجمع في آن، المحبة والصداقة والأخوة والتعاون والمصالح المشتركة.
وقال إنّ "أهمّ ما في علاقاتنا الثنائية، إنها شهدت دائماً صعوداً متنامياً غير متأثّرة بكلّ الأحداث والتغيُّرات التي حصلت، ما يُؤكّد عمق علاقة الأخوّة والمحبّة والشراكة، من قبل الطّرفَين".
ورأى شقير أنّ "هناك ضرورة أن نقومَ وبشكلٍ دوريّ بإجراء نقاشٍ علميّ وموضوعيّ حول كيفية تطوير علاقاتنا الإقتصادية وذلك تماشياً مع القفزات الحاصلة على مستوى المنطقة والعالم".
وأكّد شقير أنّ "الشَراكات بين القطاع الخاصّ في البلدَيْن، ونجاحها في مختلف ميادين الأعمال، تسمح لنا، بأن نقول إنّها نموذج يُحتذى به بين الدّول العربيّة، وهي تُشكّل ركيزةً هامّةً وقوّيّةً لتوسيع التّعاون إلى فرصٍ جديدةٍ تعودُ بالفائدة على البلدَيْن والشعبَيْن الشقيقَيْن.
وقال إنّ "إجتماعنا اليوم هامٌ جدّاً، خاصّة أنّه معنيّ بتحديد الفرص الجديدة المتاحة في البلدين"، مشدداً على ضرورة أن يشكل هذا اللقاء إنطلاقة جديدة لعقد المزيد من الإجتماعات المتخصّصة في ما بيننا يكون هدفها وضع خارطة طريقٍ لتنمية التعاون الإستثماري والعلاقات الإقتصادية في مختلف المجلات بين البلدين.
وختم شقير قائلاً: "بإسمي وبإسم القطاع الخاص اللبناني، أودّ أن أتوجّه عبركم إلى دولة العراق الشقيقة قيادةً وشعباً بالشكر الجزيل على وقوفها ودعمها الكبيرين للبنان والشعب اللبناني والذي شكل دعامة أساسية ساهمت في تخفيف معاناة اللبنانيين خلال الأزمة الإقتصادية".
مكية
من جهته تحدث مكية، فأشاد بعمق العلاقات التاريخية التي تربط لبنان والعراق، مؤكداً "رغبة عراقية أكيدة وقوية لتفعيل التعاون الاستثماري بين لبنان والعراق".
وأشار مكية إلى طرح العراق مشاريع كبرى أهمها الكوريدور المشرقي الذي يربط العراق بسوريا ولبنان، لافتاً إلى أن "الدولة العراقية ستعمل على إعادة تأهيل أنبوب النفط من العراق مروراً بسوريا إلى مصفاة طرابلس في لبنان".
وقال: "إلى جانب أنبوب النفط، ستعمل الحكومة العراقية على تمديد كابلات ألياف ضوئيّة ذات سعات كبيرة، سيتمّ مدُّها من منصّات في الإمارات إلى الفاو في العراق، ومن ثم إلى سوريا ولبنان على أن تمر بجانب أنبوب النفط"، مشيراً إلى أن تنفيذ هذين المشروعين الضخمين على عاتق الحكومة العراقية.
وكشف مكية عن إطلاق الحكومة العراقيّة نحو 100 فرصة استثماريّة ضخمة في مختلف القطاعات بكلفة تبلغ مئات مليارات الدولارات والهدف منها إعادة تطوير البنى التحتيّة والخدماتيّة الاقتصاديّة لإطلاق مسيرة التنمية الشاملة في العراق.
ودعا مكية الهيئات الاقتصادية ومن خلالها رجال الأعمال اللبنانيين لحضور الملتقى الاستثماري الذي سيتم عقده في 2 و3 تشرين الثاني المقبل في بغداد، وهو يشكل فرصة كبيرة للتعرف على المشاريع المطروحة وكيفية الاستثمار فيها.
نصراوي
أما السفير نصراوي فأشاد بحيوية الهيئات الاقتصادية والقطاع الخاص اللبناني وبالعلاقات الوثيقة التي تربطه بالجانب العراقي، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تسير بشكل دائم نحو الأحسن وهي نموذجاً يحتذى بها.
وقال نصراوي إنّ "الاستثمار في العراق مفتوحٌ أمام الجميع"، مُشيراً إلى أن "الحكومة العراقيّة تعملُ على إعادة النهوض بكلّ القطاعات الخدماتيّة في البلاد بسرعة قياسيّة"، مشيراً إلى أنّ "كلّ الأعمال التأهيلية الخدماتية ستكون منجزة خلال سنتَيْن".
وختم قائلاً: "أردت أن أقول كل ذلك لأنني أرغب بشدة أن يكون الجانب اللبناني شريكاً أساسياً في كلّ هذا الجهد الاستثماري العراقي".
حوار وميدالية الهيئات
بعد ذلك، دار حوار مطوّل ومعمق حول مختلف الأمور المتعلقة بمزايا الاستثمار في العراق، وقد أبدى المشاركون من الجانب اللبنانيّ في الاجتماع بعض التساؤلات حول كيفيّة الاستثمار في العديد من القطاعات.
وقد عرض الجانب العراقي بإسهاب للمشاريع التطويريّة ولقوانين الاستثمار في العراق والتي تتماشى مع القوانين المعاصرة.
وأبدى الوفد إستعداده لتقديم كلّ دعمٍ واهتمام ومواكبة اللبنانيّين الراغبين بالاستثمار في العراق لتسهيل أعمالهم.
وفي نهاية اللقاء، قدم شقير لمكية ميدالية الهيئات الإقتصادية كعربون تقدير لإهتمامه بتعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين.