عزمٌ أممي على خفض توتّر "الخطّ الأزرق"

مع تمدّد النيران الحربية على الساحة الجنوبية وارتفاع منسوب توسّعها، من جهة، وتواصل عجلة الجهود الديبلوماسية الدولية لكبح جموحها وتفنن طرفيها في التدمير وحرق «الأخضر واليابس»، من جهة أخرى، برزت مواقف غربية وأممية تحذّر من شراراتها وتداعياتها الجنونية على لبنان والمنطقة. هذه المخاوف معطوفة على تطورات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وسط توقّعات بإعلان عضو حكومة الطوارئ بني غانتس في الساعات المقبلة، انسحابه من حكومة الطوارئ. وتكمن الخشية في أن تدفع هذه الخطوة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتقدّم نحو خيار حرب مفتوحة مع لبنان، خصوصاً أنّ «معظم الإسرائيليين يرون أنّ غانتس أصلح لرئاسة الحكومة»، وأنّهم «يريدون حرباً واسعة النطاق ضدّ «حزب الله»، وفق استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية. وكان غانتس قال «إذا فشلت الجهود الديبلوماسية فلا مفرّ من عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان».


إزاء هذه المشهدية المفتوحة على احتمالات الإنهيار الأمني الشامل، شدّد رؤساء دول وحكومات اللجنة الرباعية (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا) في بيانهم الصادر في باريس، على أنّ «الحفاظ على استقرار لبنان مسألة حيوية»، مؤكّدين «عزمهم على مضافرة الجهود من أجل الحدّ من التوتر على طول «الخط الأزرق» تطبيقاً للقرار 1701»، ودعوا جميع الأطراف «الى ضبط النفس وتجنّب أي تصعيد في المنطقة»، وركّزوا في بيانهم الخاص حول الشرق الأوسط على «ضرورة الإستمرار في العمل معاً من أجل دعم خطة بايدن وتنفيذها، والتي تدعو إلى وقف إطلاق النار والخروج من الحرب على أساس المفاوضات وتهدف إلى تحقيق السلام والإستقرار في المنطقة».

وفي السياق الأممي، دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى «وقف الهجمات المتبادلة بين إسرائيل و»حزب الله» على طول الحدود بين الدولة العبرية ولبنان»، معرباً عن قلقه من خطر نشوب «صراع أوسع نطاقاً تكون عواقبه مدمّرة على المنطقة». وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان «مع استمرار تبادل إطلاق النار حول «الخط الأزرق»، فإنّ الأمين العام يدعو الأطراف مرة أخرى إلى وقف عاجل لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701». وعبّر عن أسف الأمين العام «لأنّنا فقدنا بالفعل مئات الأرواح، ونزح عشرات الآلاف، ودُمرت منازل وسبل عيش على جانبي «الخط الأزرق».

أمّا لبنانيّاً، فثمّن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البيان الصادر عن قادة اللجنة الرباعية، معتبراً أنّ «الأولوية لدينا هي التواصل مع أصدقاء لبنان في العالم ودول القرار للجم التصعيد ووقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان». ولفت ميقاتي إلى أنَّ «الاتصالات الديبلوماسية اللبنانية جنّبت لبنان في العديد من المحطات مخاطر الخطط الإسرائيلية لتوسيع الحرب، ليس في اتجاه لبنان فحسب، إنّما على مستوى المنطقة، وهذا التوجّه عبّر عنه بيان الدول الأربع بتشديده على العمل على تجنّب التصعيد الإقليمي».