رمال جوني -

الفيروس يُصيب قارئ عزاء في "معركة"... والمُخالطون كثر

27 آب 2020

02 : 00

التباعد في مجالس مدينة النبطية

تغرق القرى الجنوبية في "كورونا"، ويغرق المواطن في لامبالاته، ولم يتّعظ بالرغم من تخطّي عدد الوفيات اليومية 12 حالة وفاة، بل يردّد بأنّ "كورونا" كذبة، لم يُثنه شيء عن التفكير بالأمر، سوى ما حدث بالأمس على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، شعر وأنّه قلَب الموجة، إبتعد قليلاً عن أخبار الفيروس وفشل المساعي في تشكيل حكومة جديدة، والحديث عن أيام قحط تنتظره بسبب رفع الدعم عمّا تبقى من سلع مدعومة، وتحوّل فجأة محلّلاً عسكرياً، أسقط من خلالها عشرات القتلى والجرحى في صفوف العدوّ، فقط من خلال شبكات التواصل الإجتماعي والعالم الإفتراضي، المؤكّد فيها أنّ العدو أطلق سلسلة قنابل مضيئة وفوسفورية على الشريط الحدودي قرب ميس الجبل وصولاً حتى حولا، وأدّت الى أضرار في منازل عدّة، في خرق جديد للسيادة اللبنانية.

لم يُغيّب الليل الأمني على الحدود "كورونا" التي تتوسّع رقعة إنتشارها، لتطال قارئ عزاء في بلدة معركة، يتجوّل بين القرى الجنوبية يومياً، ويخالط مئات الأشخاص، واضعاً مصير المجالس العاشورائية التي تُقام في القرى بالرغم من قرار إلغاء التجمّعات على المحكّ، وسط سؤال أين القوى الأمنية من تطبيق القرارات المتّخذة؟ وماذا عن قرار الاقفال؟

في خضمّ المواجهة المحتدمة، عادت الحياة الى طبيعتها في معظم القرى، فتحت المحال التجارية والغذائية أبوابها، فيما تنشط مجالس عاشوراء في القرى إحياء لذكرى محرّم. وبالرغم من إعلان الثنائي الشيعي ومعهما المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إيقاف المجالس وبثّها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، غير أنّ قرى وبلدات جنوبية عدّة تقيم المجالس العاشورائية غير آبهة بـ"كورونا" وأعدادها الخطيرة وحالات الوفيات الناجمة عنها، فأخذ القيمون على تلك المجالس إحياءها على عاتقهم، بذريعة ان الفيروس لا يدخل المجالس، غير أنّ إعلان بلدية معركة عن إصابة قارئ عزاء بالوباء دبّ الذعر في النفوس، فالقارئ يجول في عشرات القرى الجنوبية، من معركة قضاء صور الى كفرصير قضاء النبطية.

بيان بلدية معركة أثار الكثير من القلق والإرتباك في آن، فهي دعت المخالطين المباشرين الى التبليغ وحجر أنفسهم، ما يعني أنّ الأعداد المُخالطة بالمئات. إصابة القارئ أثارت حفيظة كثر ممّن اعتبروا أنّ إحياء المراسم العاشورائية ضرب من الجنون، في ظل تفشّي الوباء، وتركت إمتعاضاً كبيراً لدى الأهالي ممّن حمّلوا القيّمين على هذه المجالس مسؤولية تدهور الوضع في القرى.

ولفت أحمد ياسين الى أن "التعنّت في إحياء المجالس، بالرغم من كلّ التحذيرات ينمّ عن جهل خطير"، ويعتبرها عباس ريحان "نوعاً من التعصّب الأعمى للأذى"، ويرى آخر أنّ "احياء المراسم في ظلّ وجود الخطر هو قتل أعمى سيعود بالبكاء الشديد على الناس". ويتخوّف كثر "من إقدام البعض الى التطبير يوم العاشر من المحرم، وهو حزّ الرؤوس بشفرة حديدية، تعبيراً عن العشق"، ويرون في هذا الأمر "تدميراً للمجتمع"، إذ أنّ الوباء سيفتك بعدها، بالرغم من تأكيد احد الذين يُحضّرون نفسهم للتطبير على اعتماد التباعد، ولكن وِفق أي قاعدة؟

إزاء تفلّت الأمور وخروجها عن السيطرة، دعا محافظ النبطية بالتكليف الدكتور حسن فقيه البلديات الى تفعيل خلايا الأزمة. هذه الخلايا التي نشطت مع بداية انتشار الوباء، ثم نامت، او تزعزعت وأصابها التصدّع، ما حال دون مواكبتها السريعة للحالات، وتتبّعها وإحصاء المخالطين. هذا التصدّع أصاب أيضاً البلديات التي تتخبّط بالأزمة، وتقف عاجزة عن مواجهة تسارع إنتشار الوباء، ما أدّى الى ارتفاع الأعداد، المتوقع تزايدها بشكل كبير في ظلّ الاستهتار الحاصل، وعدم تقيّد المواطن بأدنى معايير التباعد، إضافة الى مجالس عاشوراء التي تفتقد في كثير منها للمعايير الصحّية المطلوبة، إن إستثنينا النبطية حيث اتَّخذ النادي الحسيني فيها إجراءات وقائية مُشدّدة.


MISS 3