عانت روز تشين طويلاً في مكان مظلم بعد أشهر طويلة في المستشفى إثر إصابتها بسكتة دماغيّة غيّرت كلّ تفاصيل حياتها. لكن ما سمح لهذا التحوّل أن يكون إيجابياً ومثمراً، هو انضمامها إلى فريق كرة السلة على الكراسي المتحرّكة، حيث التقت أصدقاء جدداً وبدأت القيام بأشياء لم تكن تعتقد أنها ممكنة على الإطلاق.
وصلت روز تشين إلى ملعب كرة السلة وهي تبلغ من العمر 65 عاماً للانطلاق في تجربتها مع فريق «إينفيرنيس» للكراسي المتحرّكة، إلّا أنها لم تتمكّن حتّى من تجاوز الأبواب. وتقول: «نظرت من النافذة وفكّرت: لا أستطيع أن أفعل ذلك. لكن في المرة الثالثة، أرغمت نفسي على المضيّ قدماً قبل أن أتمكّن من التفكير في الأمر. لقد رحّب بي الفريق بأذرع مفتوحة، وقد غيّرت الطريقة التي أعيش بها على الكرسي المتحرك منذ ذلك الحين».
أصيبت تشين بالشلل الجزئي في عام 2018 بعد إصابتها بسكتة دماغية. لعدة أشهر، بقيت في المستشفى وهي تعاني من المضاعفات وبدأت بإعادة بناء قوتها وقدرتها على التواصل. وتقول: «في البداية، كنت ضعيفة للغاية لدرجة أنني لم أتمكن حتى من استخدام الكرسيّ المتحرّك، فذهبت إلى مكان مظلم حقاً. أدركت أنني لن أتمكّن من العودة إلى حياتي القديمة. لقد شعرت وكأنني في جحيم».
بمجرد خروجها من منزلها في فورت ويليام في المرتفعات الاسكتلندية ، بدأت تشين عملية التكيف البطيئة مع الحياة على كرسيّ متحرك بمفردها. كان عليها أن تترك وظيفتها في شركة «موريسونز»، وتتخلى عن حبها للرياضات مثل الاسكواش والتَنِس، وتتعلم كيفية الرد على أسئلة الناس حول صحتها. وتقول: «شعرت بالحرج من الجلوس على الكرسيّ عندما خرجت. الأشخاص الذين لم يروني منذ فترة طويلة كانوا يسألون عن ذلك وكان عليّ أن أشرح لهم ما حدث. لقد كان الأمر أشبه بإعادة كل شيء من جديد كلّ مرّة».
لذلك، كان طلب المساعدة أمراً صعباً بشكل خاص لأن تشين لم ترغب في أن تشعر بأنها عبء، ولكن بعدما أوصيت بدورة علاجية، بدأت تلمح مستقبلاً لنفسها. وتعتبر أنّه كان من الجيد أن تتمكن من التحدّث مع شخص ما عمّا تمرّ فيه. نتيجة لذلك، بدأت تشين بالانفتاح على الآخرين، وفي أحد الأيام اقترح عليها اختصاصي اجتماعي أن تحاول ممارسة رياضة ما. وبعدما نصحها بالانضمام إلى فريق كرة السلة على الكراسي المتحرّكة، قرّرت أن تخوض هذه المغامرة.
وبعد المحاولة الثالثة التي نجحت من خلالها تشين في دخول الملعب في عام 2022، تم تجنيد المرأة الستينية كجزء من الفريق المكوّن من 10 أشخاص. فبدأت بحضور جلسات تدريب أسبوعية لتتعلم كيفية التمرير والرمي والدفاع أثناء المناورة بنفسها على كرسي مصمّم خصيصاً لهذا الغرض. وتضحك تشين قائلة: «لقد أصبحنا بسرعة كبيرة عائلة صغيرة مع مجموعة على «واتساب-أب» مليئة بالمزاح. أنا الأكبر سناً في الفريق، إذ يبلغ أصغرهم الـ19 عاماً. لكن عندما ألعب، لا يؤثر العمر في أدائي».
مباريات مفصليّة
وكانت بداية تشين مع بعض المباريات الودية ضد فرق مثل «أبردين»، ووجدت موهبة في اللعب على خطّ الدفاع، بما في ذلك منع المنافسين القادمين من خلال وضع نفسها بينهم وبين الطوق. ويُذكر أنّ مدّة المباريات الإجمالية 40 دقيقة، لكن عادة ما يتوزّع اللعب على فقرات من 10 دقائق قبل أن يتم استبدال اللاعبين أو اللاعبات. وإذ يشتدّ التحدّي أحياناً، كسرت تشين إبهامها أثناء اللعب قبل ثلاثة أشهر.
وعلى الرغم من احتمالية الإصابة، وجدت أن هذه الرياضة تنشّطها وتحفّزها على التحسّن بشكل مستمرّ. كما مكّنتها هذه الرياضة من فقدان نصف وزنها تقريباً، مع الاستعانة بمدرب شخصي ساعدها على تنظيم نظامها الغذائي، فضلاً عن اتباع نظام لرفع الأثقال. وفي هذه الفترة تقول الرياضية إنّها كانت تشعر بالعزلة الشديدة، لكن ما يعزّيها الآن أنّها أصبحت جزءاً من شيء ما. وتضيف: «أنا أفعل أشياء لم أفعلها حتى عندما كنت بكامل صحّتي الجسديّة، لذا هذه الرياضة غيّرت بالتأكيد الطريقة التي أرى بها نفسي. لم أعد أشعر بالحرج من كوني على كرسي متحرك بعد كلّ المباريات التي أشارك فيها».
وقد دخل الفريق الذي تشارك فيه تشين أيضاً في الدوري المحلي حيث احتلّ المرتبة الثانية، بينما تقسّم المرأة الستينية أسبوعها بين العمل عن بعد في خدمة العملاء في «موريسونز»، وتدريب الأثقال، وممارسة كرة السلة وخوض المباريات. وتؤكّد: «أشعر بأنني مستقلة للغاية وأعلم أنني سأستمرّ في اللعب لأطول فترة ممكنة. أريد أن نجمع المزيد من الأموال للحصول على المزيد من المعدّات حتى نتمكّن من تشجيع الآخرين على الانضمام. ربما يشعرون بشعوري نفسه، لكنني أريدهم أن يعرفوا أن هناك فرصة متاحة، وليس عليهم أن يكونوا بمفردهم، حتّى في حالات صعبة كحالتي».