ريتا ابراهيم فريد

World Vision تُطلق حملة "بكفّي"...الأولوية للأمن الغذائيّ

12 حزيران 2024

02 : 05

جانب من الحضور خلال إطلاق الحملة 2

هناك طعام يكفي الجميع، وثروات وخيرات كثيرة. ورغم ذلك، ملايين الأطفال حول العالم يعانون من سوء التغذية الذي يزداد صعوبة مع توسّع الأزمة الاقتصادية والنزاعات والحروب والكوارث الطبيعية. فكان لا بدّ من إطلاق نداء عاجل حول هذه القضية. «بكفّي» هو شعار الحملة الجديدة لمؤسسة الرؤية العالمية World Vision في كلّ البلدان التي تتواجد فيها، ومن ضمنها لبنان، حيث أطلقتها أمس الثلثاء في BDD main hall في بيروت، بحضور ممثلين عن الوزارات المعنية والمجتمع المدني في لبنان والجهات المانحة.




لا بدّ من نداء عالميّ

عبارة «بكفّي» يمكن تفسيرها بأكثر من معنى: «بكفّي» أي التوقّف هُنا، و»بكفّي» أي ما يشبع الحاجة بشكلٍ كافٍ.There is ENOUGH food, so ENOUGH for malnutrition، أي «حين يكون الغذاء كافياً، لن يكون هناك سوء تغذية». في هذا الإطار، تشير مديرة قسم الشؤون العامة والتواصل في مؤسّسة «الرؤية العالمية» جوزفين حداد الى أنّ لبنان لديه غذاء كافٍ للجميع، لذلك «بكفّي» أن نترك الأزمة الاقتصادية تلقي بأثرها السلبي على نموّ الأطفال وأمنهم الغذائي. وتضيف في حديث لـ»نداء الوطن» أنّ الإرتفاع الذي نشهده في تكلفة المعيشة خلال السنوات الأخيرة، الى جانب الصراعات والنزاعات في أمكنة مختلفة، أسفر عن أزمات اقتصادية حادّة في عدد من الدول التي انعكست بشكلٍ خاصّ على غذاء الأطفال. وتابعت: «كان لا بدّ من إطلاق نداءٍ عالميّ حول أزمة الجوع. أتت بمثابة استجابة عملانية على شكل مشاريع تنموية وإغاثية في الوقت نفسه، تصبّ في إطار تعزيز مدخول الأهل، وتغذية الأطفال وتأمين الطعام الكافي لهم».

إستراتيجية تتماشى

مع الوضع الإقتصاديالى جانب مشاريعها التي تشمل التعليم والحماية والتربية الإيجابية والحدّ من العنف الذي يطال الأطفال، تركّز الـWorld Vision بشكلٍ خاص اليوم على قضية الأمن الغذائي، لا سيّما بعد توسّع الأزمة الإقتصادية التي تحدّ من القدرة الشرائية للأسر. مع الإشارة الى أنّ حملات المؤسّسة بشكلٍ عام ترتكز في توجّهها على الدراسات التي يجريها فريق الأبحاث فيها. وبناء على دراسات أجريت على الفترة الممتدّة بين عامي 2020 و2023 عن أثر الأزمة الإقتصادية على النموّ، تبيّن أن هناك أطفالاً يعانون من بدانة مفرطة بسبب الغذاء غير الصحّي، وآخرين يواجهون عوائق في النموّ نتيجة تناول بدائل غذائية أرخص وأقلّ تغذية، أو بسبب تقليل عدد الوجبات التي يتناولونها في اليوم الواحد. علماً أنّ تزعزع الأمن الغذائي لدى الطفل قد يجرّ معه مشاكل تطال مستويات عدة، من بينها التعليم والصحة النفسية.

من هُنا، أطلقت مؤسسة «الرؤية العالمية» حملة واسعة لمناصرة هذه القضية في كلّ الدول التي توجد فيها. ودعت الى مراقبة دقيقة لمسألة الأمن الغذائي، والتعامل معها بشكل جدي، والبحث عن الطرق الفعّالة للحدّ منها. فماذا عن الاستراتيجيات؟

توضح جوزفين حداد أنّ الـWorld Vision تسعى من خلال هذه الحملة الى حثّ الأهل على إعطاء الأولوية لهذا الموضوع. وستعمل على تعزيز الوعي كي يتمكّنوا من تحديد أعراض سوء التغذية، مقابل العمل على تأمين نظام الأكل الصحي بما يتماشى مع الوضع الاقتصادي الصعب. إذاً، بعيداً عن التنظير، تحاول المؤسسة تسليط الضوء على البدائل الصحية التي تضمن حصول الطفل على غذاء مناسب. وتضيف حداد: «سيكون هناك تعاون مع الوزارات المعنيّة لإجراء الفحوصات الطبية للأطفال. كما أنّ التغذية في المدرسة تشكّل جزءاً من الحلول المستدامة. من هُنا تمّ التواصل مع الجهات المانحة لتأمين تمويل يتمّ من خلاله تقديم وجبات خفيفة مغذية للأطفال snacks، إضافة الى محاولة إنشاء وتفعيل مطابخ صحية داخل المدارس». هذا وتعمل المؤسسة على تنفيذ استراتيجية تنموية خاصة بكلّ منطقة من لبنان، وفقاً لخصائص كلّ منها.



جوزفين حداد مديرة قسم الشؤون العامة والتواصل



توحيد الهدف

نظراً لأنّ حملة «بكفّي» انطلقت في لبنان بالتزامن مع إطلاقها في بلدان أخرى، لا شكّ في أنّ التوحّد حول هدف واحد وقضية واحدة من شأنه أن يساهم برفع الصوت أكثر حول هذه القضية. وفي هذا الإطار، تشدّد حداد على أهمية هذا التوحّد بين البلدان ذات الثقافات المختلفة، ودوره الجوهري في تحفيز الجهات المانحة والدول الكبرى التي تقدّم التمويل على أن تعطى الأولوية لمسألة نموّ الأطفال ضمن أجنداتها.



الأولوية لتغذية الأطفال ونموّهم