لماذا يركض البعض بإيقاع أسرع من غيره؟

02 : 00

تتعدد الأسباب التي تجعل بعض الناس يركضون بإيقاع فائق السرعة، بينما يميل البعض الآخر إلى الركض بوتيرة أبطأ. يُعتبر العامل الوراثي مؤثراً في هذا المجال، لكن تتعلق عوامل أخرى بالخيارات والتجارب الشخصية أيضاً. قد تعجز عن السيطرة على معطياتك الوراثية، لكنك تستطيع التدرّب لتحسين سرعتك.



تتأثر قدرتك على الركض السريع ببنية جسمك مثلاً، بما في ذلك طريقة عمل عضلاتك. يشمل الجسم أكثر من 600 عضلة تنشط بشكلٍ جماعي، ما يسمح لك بالتحرك في اتجاهات مختلفة وبسرعات متنوعة. تتألف تلك العضلات من مجموعة ألياف، وتكون هذه الأخيرة سريعة الحركة أو بطيئة الحركة.

تكون ألياف العضلات السريعة أكبر حجماً وتُسرّع تحريك الجسم وتنتج قوة بارزة. أما ألياف العضلات البطيئة، فهي أصغر حجماً وتسمح بالركض بإيقاع أبطأ لكنها تمنح الناس قوة تحمّل إضافية.

تُحدد العوامل الوراثية نسبة كل نوع من تلك الألياف العضلية، ما يعني أنك مضطر لتقبّل أنواع العضلات التي حصلتَ عليها منذ الولادة. مع ذلك، قد تسهم الرياضة في تدريب تلك العضلات.

لكن لا تقتصر القدرات الجسدية على قوة العضلات، إذ يلعب الدماغ دوراً مؤثراً في هذا المجال أيضاً. يسيطر الدماغ على العضلات الهيكلية لأننا نفكر بما نريد القيام به ثم ننفذ الحركات.

نتيجةً لذلك، يمكنك أن تُعلّم جسمك كيفية استعمال أفضل تقنيات الركض، بما في ذلك اختيار الوضعية المناسبة كي يبقى جسمك منتصباً، وقطع خطوات صغيرة كي تدوس بقدمَيك على الأرض بدل أن تقطع خطوات مفرطة نحو الأمام، ما يؤدي إلى إبطاء سرعتك.

كذلك، يمكنك أن تُحسّن أداءك في الركض عبر استعمال كامل جسمك: حرّك ذراعَيك مثلاً في اتجاه معاكس للساقين، واركض على أطراف أصابعك، وزِدْ الوقت الذي ترفع فيه قدمَيك عن الأرض خلال الركض. من خلال تطبيق تقنيات الركض المناسبة، ستزداد قوة عضلاتك ويتحسن التنسيق بينها، ما يؤدي إلى تسريع إيقاع الركض. لا مفر من تَحَسُّن أدائك حين تحرص على تكثيف تدريباتك. وعندما تزيد قدرتك على الركض بسرعة، حاول أن تتحدى نفسك كي تزيد سرعتك في كل مرة.

MISS 3