إتّخذ التصعيد الميداني أمس على الجبهة الجنوبية وصولاً الى الحدود الشرقية مع سوريا بعداً يتصل بالحركة الدولية لوقف إطلاق النار في حرب غزة. وتزامن التصعيد مع مواصلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته في الشرق الأوسط للدفع قدماً بخطة وقف إطلاق النار في غزة التي نالت دعم مجلس الأمن. وأعاد مراقبون التذكير بأنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أكد سابقاً أنه سيتحرك فور نجاح الهدنة في غزة لطرح مخطط حل ينهي النزاع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.
وفي التطورات الميدانية، أفادت أوساط إعلامية أنّ القصف الإسرائيلي طاول ليلاً منزل النائب في كتلة «حزب الله» حسين الجشي في جويا. أما «الوكالة الوطنية للإعلام» فذكرت أنّ غارة اسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ منزلاً في جويا، وقد توجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة المستهدفة، وأفيد عن سقوط إصابات قدّر عددها بعشرة بين قتيل وجريح.
كما قتل نهاراً مدني جراء القصف الإسرائيلي على الجنوب، بعد ساعات من نعي «حزب الله» ثلاثة من مقاتليه قضوا بضربات استهدفت ليل الاثنين الثلاثاء منطقة الهرمل.
كما سقط مساءً جريحان واحترقت سيارة من نوع «رابيد» كانا يستقلانها، في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي ياطر ودير عامص. ونقل الجريحان إلى مستشفى تبنين الحكومي.
وأعلن «الحزب» استهدافه «بعشرات صواريخ الكاتيوشا» ثكنة يردن الواقعة في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، «رداً على اعتداء العدو الصهيوني الذي طاول منطقة البقاع».
وليلاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته المقاتلة قصفت أهدافاً لـ»حزب الله» بما في ذلك مبنى عسكريّ، وموقع إطلاق، وبنية تحتية في منطقة عيترون، بالإضافة إلى بنية تحتية لـ»الحزب» في ميس الجبل.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته الحربية أغارت خلال الليل على مجمع عسكري في منطقة بعلبك تابع لـ»حزب الله» وقال إنه مسؤول عن «تهريب الأسلحة من لبنان وإليه». وأشار الى أنّ القصف طاول أيضاً موقعين في المنطقة، وذلك رداً على إسقاط «حزب الله» مسيّرة إسرائيلية.
وأدى القصف الى تدمير مبنى بالكامل في منطقة الهرمل.
وبحسب مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، طاولت إحدى الضربات الإسرائيلية قافلة مؤلفة من شاحنات وصهاريج عند الحدود السورية اللبنانية، حيث ينتشر «حزب الله « على جانبي الحدود، ما أسفر كذلك عن مقتل ثلاثة سوريين من العاملين مع «الحزب».
ومن التطورات الميدانية الى التحركات الديبلوماسية، وبحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية كرّر بلينكن قوله لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ «الاقتراح المطروح يمهد الطريق أمام الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل» مع لبنان، وأمام «تكامل أكبر» بين إسرائيل «ودول المنطقة».
وتأتي زيارة بلينكن الثامنة إلى الشرق الأوسط منذ 7 تشرين الأول الماضي في وقت تسعى واشنطن إلى زيادة الضغط على «حماس» وإسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وضمان عدم توسع الحرب إلى لبنان، حيث انخرط «حزب الله» في مناوشات حدودية شبه يومية مع إسرائيل.