دور الرياضة في بناء الأجيالِ والمجتمعات

هيدا رأيي بقلم الياس أيوب البعينو

10 : 59

الياس البعينو

لعلَّ أسئلةٍ كثيرة تُراودنا كُلَّما تلفَّظنا بكلمة "رياضة"، ومنها:


- هل الرياضة مضيعةٌ للوقت أو استفادة؟

- هل الرياضة أساسيَّةٌ أو هي من الكماليّات؟

- هل دعم الرياضة والتشجيع عليها هُما من أولويّات المسؤول عن المجتمع المدنيّ المحليّ؟

لا شكَّ في أنَّ الأجوِبَة عن هذه الأسئلة، وبالأخصّ عن السؤال الأخير، تشكّل محور هذا المقال...

كيف لا، وقد باتتِ الرياضة مؤشِّرًا أساسيًّا لتحديد درجة رقيّ المجتمعات وتقدّمها، وعلامة تميّز مستوى الشعوب ونوعيّة حياةِ كلٍّ منها، صحَّةً وغذاءً، جسدًا وفِكرًا، روحًا وصلابةً...

وليس خافيًا على أحدٍ أنَّ الرياضة باتت ركيزة في اقتصاد العديد من الدول النامية والمتقدِّمة، وباتت تحتل حيِّزًا واسعًا في موازنات هذه الدول، بِكَونِها قطاعًا شبابيًّا تفاعليًّا منتِجًا يتخطّى حدود الاستهلاك...

وعليه، فأنا شخصيًّا، قد أَدْرَكْتُ المعطيات وَاسْتَشْرَفْتُها منذ زمنٍ بعيدٍ، الأمر الذي دفعَ بي يومَها في بداية تسعينات القرن الماضي، إلى ترؤّسِ نادي التضامن في بلدتي زوق مكايل، وقد ناضلت مع فِرق كرة السلّة آنذاك حتى بلغنا إلى الدرجة الأولى الممتازة حيث بِتنا رقمًا صعبًا لفترةٍ من الزمن يُحْسَبُ لنا ألف حِساب في مواسِم البطولات، وقد بذلنا ما بذلناه، بطيبة خاطر واقتناع وإيمان بأنَّ الرياضة هي الوجهةُ المستقبليَّة لِشبابِنا... وهي الخيار الأمثل والأفضل لسلامة مجتمعِنا وإبعاد الشباب عن آفاته.

وبالفِعل، ولأنَّ إيماني بالرياضة راسخٌ وعميق، فقد عملتُ بِكلّ جهد على تحقيق حلم إنشاء المجمَّع الرياضي الرّائد للبلدة الذي حملَ اسم "مجمَّع نهاد نوفل للرياضة والمسرح".

وقد سَعَيْتُ في الظلِّ وفي العلَنَ إلى إنجاز هذا الصَّرْحِ الذي لطالما اِعْتَبَرْتُهُ أولويَّة من أولويّات العمل البلديّ، وواحدًا من أبرز الأسس التي يرتكز عليها مجتمع بلدتنا، ومصدرًا للإفادة، ومصنعًا لبناءِ الشخصيَّة الشبابيَّة في زوق مكايل، وطريقًا إلى الإحتراف وربّما إلى العالميَّة...

واليوم، بعد أن تبوّأت سُدَّةِ رئاسَةِ المجلس البلديّ، أسْتَعْرِضُ مفكّرة مشاريعي وروزنامة برامجي الإنمائيّة، أقرأ فيها عنوانًا بارزاّ بالخطّ العريض:"الرياضة ثُمَّ الرياضة ثُمَّ الرياضة "...

وأجِدُني متحمِّسًا للقولِ بالفمِ الملآنِ:

إنّني متوجِّهٌ إلى الإنماء البشريّ بموازاة الإنماء الحجريّ ... نعم، من واجبنا الإعتناء بالإنسان مباشرةً عنايتنا بالمنشآت، ولو كان قيامها هي أيضًا يهدف إلى خير الإنسان. فبموازاة إيلائنا الثقافة والفنّ والمتاحف والطرق والحدائق والبُنى التحتيّة اِهتمامًا واسعًا، سنولي الرياضة أيضًا اهتمامًا كبيرًا، وسنرصد لها المبالغ اللازمة، إنْ من خلال موازنة البلديّة أو من خلال هِبات وتبرّعات خارجيَّة، عِلمًا أنَّ القانون البلديّ يُتيح للبلديّات هامِشًا لدعم الأنشطة الرياضيّة والثقافيّة والإجتماعيّة.

وفي هذا الإطار، يَسُرُّني الإعلان عن ولادة نادٍ رياضيّ جديد حمل اسم "نادي زوق مكايل الرياضيّ"، مقرُّه مجمَّع نهاد نوفل للرياضة والمسرح. هذا النادي سيحظى باهتمام ودعم لازمَيْن لينطلق إلى البعيد، إلى النجوميَّة، إلى حيثُ اِعتادَت زوق مكايل أن تكون ... ونُريدُه أن يكون في الطليعة من دون أن يُلْغَى أيًّا من نوادي زوق مكايل العديدة والعريقة، بل سوف يكون إضافة إيجابيّة بنّاءة طموحة ...

نعم أيّها الساده الرياضة وحدها ستكون طريقًا صحيحًا باتّجاه المساهمة في إلغاء الفساد الأخلاقيّ والعلائقيّ والإجتماعيّ، وستُبعِد أجيالنا الصاعدة عن السلوكيّات المنحرفة التي تُهَدّد مستقبلها.

نَعَمٌ جديدةٌ للرياضة بكونها خشبة خلاص ومظهرًا من مظاهر الوعي والتقدُّم والإزدهار والحضارة.

قدَّرنا الله على تحقيق ما نَصْبو إليه من مستقبلٍ واعد لما فيه من خير لشباب بلدتنا وبلدنا.

والسلام.


الياس أيوب البعينو

رئيس بلديّة زوق مكايل

رئيس نادي زوق مكايل الرياضي

MISS 3