ألين الحاج

فنانون لبنانيّون يكسرون صمتهم الفنّي رغم الحرب


مذ تدهورت الأوضاع الأمنية في لبنان بشكل دراماتيكي، لم تنفصل الساحة الفنية اللبنانية عن الواقع الأليم، فشهد الوطن الصغير تضامناً واسعاً من فنّانيه مع أبناء بلدهم عبر اتخاذهم قرارات فردية بإلغاء حفلاتهم في عدد من الدول العربية والأجنبية.

من جهة أخرى، برز دور كبير للمؤثّرين الذين حوّلوا صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى منابر قويّة تفضح هول المأساة اللبنانية، وأطلقوا حملات مكثّفة في الداخل، أو في دول الاغتراب، لدعم النازحين. 

الصمت الفنّي والافتراضي لمشاهير لبنان استمرّ نحو ثلاثة أسابيع منذ بدء المعارك، قبل أن تكسره الفنانة إليسا منذ أيام عبر إحيائها حفلاً كان مقرّراً سابقاً في دبي، حيث اعتبرت أنّ توقّفها عن العمل لن يشكّل أي فائدة للناس ولبلدها، مضيفةً: "قرّرت أن أكمل عملي وأظهر صورة بلدي الجميلة، وأخبر الناس بأن بلدي سيعود أفضل ممّا كان عليه، وهذه مرحلة موقتة ستمرّ". 

لكنّها لم تسلم من الانتقادات اللاذعة والاتهام بالأنانية وعدم مراعاتها الظروف الصعبة التي يمرّ فيها بلدها، رغم أنّها كانت قبل فترة قد تفاوضت ونجحت في إلغاء حفل لها كان مقرّراً في قبرص نهاية شهر أيلول الماضي، وذلك احتراماً لأهل بلدها وللمدنيين الذين يسقطون بالعشرات، على حدّ قولها.

شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم استعادت من جهتها أيضاً بعضاً من نشاطها الفنّي، حيث أطلّت في الموسم الجديد من برنامج Arabs Got Talent كعضو في لجنة التحكيم لتؤكد بدورها استمرارية الحياة.

الممثّلة نادين نسيب نجيم لم تسلم أيضاً من الانتقادات القاسية بسبب فيديو نشرته عبر حسابها على "تيك توك" ترقص فيه بحماسة، بعد إعلانها فسخ خطوبتها، حيث اعتبر الكثيرون أنّ رقصها في مثل هذا الوقت غير مناسب، رغم تعليقاتها المستمرّة على منصّة "أكس" والمناهضة لإسرائيل. 

بالتزامن، استعاد عدد من المؤثرين اللبنانيين نشاطهم على صفحاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل، مع عدم تهميش أخبار الحرب على لبنان وتداعياتها.

يبقى في الخلاصة، أنه ليس مستغرباً على اللبنانيّين إعادة نفخ الروح في يومياتهم بقطاعاتهم كافة، إذ طالما عُرف عنهم وعبر تاريخهم حبّهم للحياة وتعاملهم بشكل مختلف مع المآسي.