أرخت الحرب بظلالها على الحياة الثقافية في لبنان، وأقفلت نافذة من المعرفة والإبداع ينتظرها اللبنانيون بشغف كل عام للاستمتاع بلقاءات مميّزة مع كتب جديدة في "معرض لبنان الدولي للكتاب".
أبواب "الفوروم دو بيروت" بقيت مُغلقة هذه السنة ولم تستضف الحدث الذي كان من المُتوقّع انطلاقه في العاشر من تشرين الأول لمدة عشرة أيام تنتهي في العشرين منه، بمشاركة أكثر من 152 دار نشر تمثّل 277 ﻧﺎﺷﺮاً ﻣﻦ 21 دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ وأﺟﻨﺒية.
خفتت الأضواء عن أغلفة الكتب، لتحلَّ مكانها أصوات المدافع والانفجارات. ولعلّ المنشور الأخير للمعرض عبر صفحته على فايسبوك في السابع من أيلول الماضي، يختصر الحزن الكبير الذي غرق فيه البلد، حيث شارك متابعيه بصورة الإعلان عن الحدث المعتمدة لهذا العام. وأضافوا عليها عبارة "برداً وسلاماً على لبنان.. ربي اجعل هذا البلد آمناً"، وفي الخلفية أغنية حزينة.
اللافت أنّ التحضير للمعرض بدأ في النصف الأول من السنة الحالية، لكنّ الإعلان عنه بقي معلّقاً منذ أيار الماضي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به. فيما غابت الحملات الترويجية له عن هذه الصفحات وعن شاشات التلفاز واللوحات الإعلانية مع اقتراب الموعد المقرّر لانطلاقه.
الواقع الأليم قضى على كافة محاولات الصمود الثقافي الذي بدا بمثابة فسحة أمل وسط الظلام.