وصل الصراع بين "حزب اللّه" ومحطة "أم تي في"، إلى القضاء. فغداً الجمعة يقدّم محامي المحطة الأستاذ مارك حبقة الدعوى أمام مدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجار ضد مجموعة من الأشخاص الذين يشكّلون "الأذرع الإعلامية" للحزب، بجرائم أبرزها التحريض على القتل، كما جاء في مستهل نص الدعوى التي من حيثياتها أيضاً "التعرض لرئيس مجلس الإدارة ميشال المر وللعديد من العاملين في MTV ولوكيلها القانوني المحامي مارك حبقة".
وتأتي الدعوى بعد حملات علنية وصلت إلى هدر الدم، وبذرائع واهية، وكأنّ إسرائيل تستند بضرباتها إلى معلومات من وسائل الإعلام.
المحامي مارك حبقة قال لـ"نداء الوطن": "نحن نمارس حقّنا بالدفاع عن هذه المؤسسة الرائدة والتصدّي لحملة قمع الإعلام التي تفاقمت في الآونة الأخيرة من خلال تصريحات علنية وحملات مبرمجة على مواقع إلكترونية ومجموعات على الواتس أب ووسائل التواصل الاجتماعي وهذه الحملات وصلت إلى هدر دم رئيس مجلس الإدارة الأستاذ ميشال المر والعديد من العاملين ومقدّمي البرامج وكل من يرتبط بها ولنا ملء الثقة بالقضاء لوضع حدّ لهذه التهديدات التي تنال من حرية التعبير وتهدّد بالقتل".
هكذا، لم تمرّ الحملة على "أم تي في" ، والتي بلغت ذروتها في ما قاله مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب اللّه" الحاج محمد عفيف، في حقّ محطة MTV مرور الكرام، فقد اتّخذت المحطة قراراً بالردّ على التهويل والتهديد اللذين اتّخذا طابع الشتيمة، من خلال القضاء .
الجدير ذكره أن عفيف، الذي يشكل غطاء "للأذرع" الذين وردت أسماؤهم في الدعوى، قال في مؤتمره أول من أمس الثلثاء "إن حرية الإعلام لا تمنحكم الحصانة بالتحريض ولا الشراكة بالقتل. توغلون في الدم الحرام وتسمّون ذلك حرية إعلام، تنفخون في الفتنة من كل أبوابها وتسمّون ذلك حرية إعلام، تعطون إحداثيات للعدو عند كل مفترق وفي كل اتجاه وتسمّون ذلك حرية إعلام، إن أنموذج تقاريركم عن القرض الحسن يا أبواق المصارف والمال الحرام أسوأ نماذجكم، لو تبقى بكم قليل من الخجل ولكن هيهات هيهات".
يذكَر أنها ليست المرة الأولى التي يهدّد فيها "حزب اللّه" ووسائل إعلام تابعة له، محطة MTV. فعند كل استحقاق أو حدث تصبّ الاتهامات في حقّها، ما يدفع إلى التساؤل:
في معرض قول عفيف "تعطون إحداثيات للعدو عند كل مفترق وفي كل اتجاه وتسمّون ذلك حرية إعلام":
هل اغتيال الأمين العام لـ"حزب اللّه" السيد حسن نصرالله تمّ بناء على إحداثيات للعدو أعطتها الـMTV؟
هل تفجيرات أجهزة "البيجر" في مئات كوادر ومسؤولي "حزب اللّه" تمّت بناء على إحداثيات للعدو أعطتها الـMTV؟
هل اغتيال السيد هاشم صفي الدين والقياديين فؤاد شكر وابراهيم عقيل، تمّ بناء على إحداثيات للعدو أعطتها الـMTV؟
يذكَر أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم "حزب اللّه" والإعلام التابع له أسلوب التهديد والتخوين في حق محطة MTV، لكنّ الجديد في ما قاله عفيف أول من أمس أنه وضع ثلاث محطات في خانة واحدة وهي، بالإضافة إلى الـMTV، محطتا MBC والعربية.
مصادر سياسية استغربت صمت وزير الإعلام والمجلس الوطني للإعلام ونقابة المحررين حيال التهديد الذي أطلقه الحاج محمد عفيف في حق محطة MTV، واعتبرت هذه المصادر أن هذا الصمت يعكس خوفاً من "حزب اللّه" وإجراء حسابات سياسية وإعلامية على حساب حرية الإعلام.