يواجه الكثير من مرضى السرطان تحدّياً نفسياً كبيراً مع تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيميائي، الذي يعتبر من الآثار الجانبية الأكثر تأثيراً على نفسية المرضى؛ ورغم أن الشعر ينمو مجدداً بعد انتهاء العلاج، إلّا أن القلق من فقدانه يدفع البعض إلى رفض العلاج تماماً. من هنا جاءت شركة Luminate الإيرلندية بتقنية جديدة واعدة، مطوّرةً خوذة "ليلي" التي تقدّم حلاً متطوّراً لمنع تساقط الشعر، ما يعد بأمل جديد للمرضى في الحفاظ على مظاهرهم ورفع معنوياتهم.
الضغط بدل التبريد
تحدّ تقنية تبريد فروة الرأس التقليدية من تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي، حيث ترتدي المريضة غطاء رأس متصلاً بجهاز يمرّ عبره سائل تبريد يقلّل من تدفّق الدم إلى بصيلات الشعر، ما يحدّ من كمية الدواء التي تصل إلى البصيلات.
ونجحت هذه التقنية، رغم تحدّياتها، في الحفاظ على نحو 50 في المئة من الشعر لدى بعض المرضى؛ إلّا أن جهاز التبريد التقليدي ثابت وكبير الحجم، ما يعني أن المرضى يقضون أوقاتاً طويلة داخل المستشفى لتطبيقه، إذ يفترض ارتداؤه قبل وأثناء الجلسة وبعدها، ما يزيد من فترة بقائهم في المستشفى.
وفي تطوّر ثوري، قدّمت Luminate "ليلي"، الخوذة التي تعتمد على الضغط بدلاً من تبريد الفروة ما يقلّل من تدفّق الدم نحو بصيلات الشعر، وبالتالي يخفّف من تأثير العلاج الكيميائي على الشعر. أما ما يميّزها، فهو إمكانية حملها، ما يسمح للمرضى بارتدائها بعد انتهاء الجلسة لمدة 90 دقيقة فحسب، ما يجعلها خياراً مريحاً وسريعاً مقارنةً بالتقنيات التقليدية.
نتائج مشجعة
خضعت الخوذة لتجارب في أوروبا، وحقّقت نتائج مشجعة، حيث أظهرت أن حوالى 75 في المئة من المرضى لم يعانوا من أي تساقط في الشعر. وفي حالات سرطان الثدي، تمكّن المرضى من إتمام 12 جلسة علاجية مع احتفاظهم بمعظم شعرهم، ما يعكس فعاليّة الخوذة في الحدّ من هذه المشكلة النفسية الكبيرة. وتهدف الشركة إلى بدء التجارب السريرية في الولايات المتحدة وأوروبا العام المقبل، على أن يتم طرحها تجارياً بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية. ومن المتوقّع أن تبلغ تكلفتها نحو 1700 دولار.
تشكّل "ليلي" خطوة واعدة نحو تحسين جودة حياة مرضى السرطان، موفّرةً لهم فرصة للحفاظ على مظاهرهم خلال العلاج. ومع تزايد الاهتمام بتقنيات علاج تساقط الشعر، تعدّ هذه الخوذة حلاً مبتكراً ومريحاً قد يغير حياة آلاف المرضى، ويعزز ثقتهم بأنفسهم ويخفّف من آثار العلاج النفسي.