منذ سنتين عبّرت دول مجلس التعاون الخليجي عن استيائها على خلفيّة توفير بيروت ملاذاً لمعارضين خليجيين، كما وحذرت جهات حكومية خليجية من تأمين "حزب الله" حماية سياسية وأمنية لحوالى ألف معارض بحريني وبعض السعوديين، والذين يعقدون مؤتمرات وندوات تحت عنوان "المعارضة في الجزيرة العربية" لتصفية حساباتهم، والنيل من دول مجلس التعاون الخليجي بطلب من إيران وغطاء من "حزب الله"، وبرعاية خاصة من رئيس المجلس التنفيذي السابق في "الحزب" هاشم صفي الدين، ومساعدة مسؤول ملف الخليجيين المنتمين إلى "الحزب" في لبنان، السعودي "علي هاشم"، الذي هدّد سابقاً السفارة السعودية بتفجيرها، ومن ثمّ تهريبه بواسطة "الحزب" من لبنان إلى سوريا، ثم إلى اليمن.
وكشف مصدر بحريني رفيع المستوى، أنه بعد تعيين المرشد الإيراني علي خامنئي نائب قائد فيلق القدس اللواء محمد رضا فلاح زاده مشرفاً على "حزب الله" لإعادة وضع الهيكلية التنظيمية والعسكرية لـ"الحزب"، بعد موجة الاغتيالات الواسعة التي استهدفت قيادته، عيّن فلاح زادة ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني وبحرينيين مقيمين في لبنان، في مواقع قيادية، أبرزهم البحريني الملقب "أبو العبّاس"، ريثما يتمّ ترتيب البيت الداخلي لـ"حزب الله".
تقول أوساط مقربة من المعارضين البحرينيين المقيمين في لبنان إنه "حتى باستعادة العلاقات الكاملة بين بيروت والمنامة والرياض وباقي الدول الخليجية، لم تستطع الحكومة اللبنانية ممارسة الضغط على قيادة "حزب الله" لتسليم المعارضين البحرينيين الذين ما زلوا يحملون الجنسية البحرينية والبعض منهم حصل على الجنسية الإيرانية". وتشير المصادر إلى أنّ "المعارضين البحرينيين في لبنان الذين تزوجوا لبنانيات يعملون في المؤسسات التابعة لـ"الحزب" وكانوا يقطنون قبل الحرب مع عائلاتهم في الضاحية الجنوبية وفي النبطية".
وتابعت المصادر أنّ "لدى المعارضين الشيعة البحرينيين في لبنان أنشطة سياسية وإعلامية، وانخرطوا في العمل العسكري المقاوم، والآن هم على جبهات وحدة الساحات يقاتلون ضدّ القوات الإسرائيلية وبجانبهم مقاتلين من دول المحور، وقد سقط منذ يومين في جنوب لبنان القيادي العراقي علي الهادي السلامي إلى جانب مقاتلين لـ"حزب الله".
تجدر الإشارة إلى أنّه من أسّس هذه العلاقة هي "جمعية الوفاق الشيعية البحرينية" التي تمّ حلها في البحرين عام 2016 وذلك بحكم قضائي واتّهمتها السلطات البحرينية بتوفير "بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف".
في السياق، يقول العضو في المكتب السياسي لـ"المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان" المحامي أمين بشير، إنه "بالنظر إلى المشاركات السابقة لـ"حزب الله" أكان في حرب اليمن أو في سوريا أو في العراق وقبلها في البوسنة باعترافات صادرة عن "الحزب" نفسه، فلا نستغرب ان تبادله هذه الفصائل اليوم "ردّ الجميل" ودعمه بالعناصر التي تأتي من المناطق الشيعية كالبحرين واليمن وحتى إيران، إذ إنّ القادة الإيرانيين لم يخفوا زياراتهم إلى لبنان وتسلّمهم بعض القيادات التي فرغت بعد حملة الإغتيالات الكبيرة التي حصلت لدى قيادات "حزب الله"، لا سيّما أن السبب أصبح واضحاً وهو وجود "داتا معلومات" ضخمة لدى الجيش الإسرائيلي عن كامل قيادات "الحزب" ولا سيما بعد مشاركتهم في حرب سوريا".