ارتفع في الساعات القليلة الماضية، منسوب الحديث عن هدنة وشيكة على جبهة لبنان الجنوبية والكل يترقب نتائج لقاءات مسشتارَي الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكستين وبريت ماكغورك، في إسرائيل الخميس.
سبق هذا الدفع الاميركي المتزايد سيلٌ من المعطيات الصحافية التي تحدثت عن اقتراحات لوقف النار لستين يوماً فقد أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأنّ "المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية في لبنان بلغت مرحلة متقدمة"، مشيرة إلى أنّ "المبعوث الأميركي آموس هوكستين يقود هذه الجهود، ويعتزم زيارة كل من اسرائيل ولبنان".
كما نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر غربيّة، قولها إنّ "حزب الله" وافق على فصل ملفّ لبنان عن غزة، لافتةً إلى أنّ "حزب الله" حصل على الضوء الأخضر من إيران للتراجع إلى شمال الليطاني. كذلك، أشارت إلى أنّ "المقترح الجديد يبدأ بوقف إسرائيل و"حزب الله" الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب". وكشفت الصحيفة عن أنّه سيتم تعزيز قوات "اليونيفيل" واستبدالها بقوات أخرى من جنسيات ألمانية وفرنسية وبريطانية.
وبحسب القناة 12، فإن الولايات المتحدة تتطلع إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، سيتم في خلالها التوصل إلى تفاصيل الترتيبات الجديدة في جنوب لبنان، بما في ذلك حرية إسرائيل في ضرب "حزب الله" عندما تحاول استعادة بنيتها التحتية العسكرية في الجنوب وتهريب الأسلحة.
أفكار أميركية
فهل الأمور في الميدان، ذاهبة فعلاً نحو هدنة؟ مصادر دبلوماسية لبنانية مطّلعة، تكشف لـ"نداء الوطن"، أن هذه الاقتراحات رُميت بين ليلة وضحاها في سوق المداولات الإعلامية والصحافية، من أجل جسّ النبض حيالها. فلبنان الرسمي، ليس في صورة أي من هذه الأفكار، وهو يعارضها معارضةً مطلقة، ويَعتبر أن فيها كسراً لـ"حزب الله". وبحسب المصادر، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري، المكلّف مِن قِبل الحزب بالتفاوض، حدّد السقوف التي يمكن لـ"الحزب" ان يرضى بها، وهي تشمل أوّلاً وقفاً لإطلاق النار مِن الطرفين لفترة لا تقل عن عشرين يوماً، على أن يُصار خلال هذه الفترة، الى نشر الجيش اللبناني بـ"قوة"، جنوبي الليطاني، إلى جانب قوات "اليونيفيل"، تنفيذاً للقرار 1701. أما كل ما لا ينسجم مع مقتضيات هذا القرار ويُعتبر إضافات إليه، فهو مرفوضٌ لبنانياً.
مَن ضخّ هذه المقترحات، هو على الأرجح، الجانبُ الأميركي، تضيف المصادر، وقد أراد جسّ نبض "حزب الله" وتل أبيب حيالها. فكانت المفاجأة أن أيّاً من الطرفين لم يَرض بها، حتى إسرائيل، بدليل مسارعة نتنياهو الى نفيها، فصحيح ان عمليات الجيش العبري براً في الشمال، تقترب من نهاياتها، إلا أنها لن تنتهي قبل موعد الإستحقاق الأميركي في 5 تشرين الثاني المقبل.
رهان خائب
واشنطن المستعجلة للتسوية، راهنت على أن الشروط التي تُعتبر كلّها لصالح اسرائيل، ستجعل الاخيرة تتجاوب "فوراً"، وعلى أن واقع لبنان المنهار تحت وطأة الحرب، ستجعله أيضاً يقبل بأي شيء لوقف النار، غير أن هذا الأمر لم يحصل. وبالتالي، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي كانت تمنّي النفس بإنجازٍ عشية الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، مُنيت بانتكاسة، تُضاف الى انتكاسة مفاوضات التهدئة المتعثرة ايضاً، في غزة.
وبحسب المصادر، فإن نتنياهو سيستمر في الحرب لأسابيع، وأقلّه حتى تكشُّف هوية الرئيس الأميركي الجديد العتيدة، شأنه شأن إيران التي لن تقوم بأي "ديل" خاصة اذا ما كان المَعني به، "حزبُ الله"، درّة التاج الإيراني في المنطقة، مع إدارة آفلة، بل مع تلك الداخلة إلى البيت الأبيض، تختم المصادر.