وسط تنديد الدول الغربية بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى الحدود الروسية للقتال ضدّ أوكرانيا، تُعمّق موسكو وبيونغ يانغ شراكتهما الاستراتيجية التي بلغت مستويات متقدّمة في الآونة الأخيرة مع بروز معطيات تؤكد أن كوريا الشمالية على بُعد خطوة من «اقحام» جنودها في الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، في وقت كان لافتاً تأكيد وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي خلال زيارتها موسكو أمس أن بلادها ستقف بجانب روسيا حتّى تحقيق «النصر»، الأمر الذي وصفه مراقبون بـ«الغزل الدبلوماسي» ذي الأبعاد العسكرية.
وبعد محادثات أجرتها مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، قالت تشوي «لا شكّ لدينا إطلاقاً بأنّ الجيش والشعب الروسيَّين سيُحقّقان انتصاراً عظيماً في نضالهما المقدّس للدفاع عن الحقوق السيادية وأمن دولتهما»، فيما أشاد لافروف بالعلاقات الوطيدة بين جيشَي البلدَين وأجهزتهما الخاصة، علماً أن موسكو وقّعت على اتفاق للدفاع المتبادل مع بيونغ يانغ هذا الصيف.
وإذ تحدّث لافروف عن «علاقات وطيدة» أُقيمت بين الجيشَين وأجهزة الاستخبارات في البلدَين، اعتبر أن ذلك «سيُمكّن من إيجاد حلول لتحقيق الأهداف الأمنية المهمّة لمواطنينا ومواطنيكم»، مبدياً امتنانه العميق «لأصدقائنا الكوريين على موقفهم القائم على المبادئ في ما يتعلّق بالأحداث التي شهدتها أوكرانيا».
ويأتي لقاء لافروف وتشوي قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفي وقت تُثير فيه كوريا الشمالية توترات باختبارها صاروخاً عابراً للقارات يعمل بالوقود الصلب من طراز «هواسونغ 19». وشدّدت تشوي من موسكو على أن بلادها «لن تُغيّر في أي حال مسار تعزيز ترسانتها النووية».
توازياً، حذّر لافروف خلال مقابلة نشرتها صحيفة «حرييت» التركية من أن واشنطن وموسكو «على حافة صراع عسكري مباشر»، مستبعداً أن يتغيّر النهج المناهض لروسيا في الولايات المتحدة، بغض النظر عمَّن سيفوز في الانتخابات الأميركية. كما عبّر عن دهشة موسكو من استمرار أنقرة في تزويد كييف بالأسلحة بينما تُحاول تركيا التوسّط في الحرب بين البلدَين.
على المقلب الآخر، أبرمت اليابان والاتحاد الأوروبي شراكة أمنية ودفاعية جديدة في طوكيو أمس، أشاد بها مسؤول الشؤون الخارجية للتكتل جوزيب بوريل على اعتبارها خطوة تاريخية تأتي في وقتها.