لبنان يستقبل فوز ترامب بحزام ناري

محيطا المطار وقلعة بعلبك تحت النيران

غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

يمكن اعتماد الأربعاء السادس من تشرين الثاني 2024 على أنه "يوم النصر" بالنسبة إلى الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية، وفي المقابل اعتباره "الأربعاء الأسود" بالنسبة إلى الحزب الديمقراطي الذي خسر البيت الأبيض والأكثرية في مجلسي الشيوخ والنواب.



الشغف اللبناني بمتابعة الانتخابات الرئاسية الأميركية، قطعه تطوّران: الأول التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل و"حزب اللّه": أكثر من ثماني غارات على الضاحية الجنوبية، وأكثر من عشرين غارة على مدينة بعلبك، وفي المقابل استهدف "حزب اللّه" مطار بن غوريون ومستوطنة أفيفيم.



ترافق هذا التصعيد المتبادل مع بلبلة على خلفية الحديث عن إمكان إغلاق مطار بيروت، لكن سرعان ما تلاشت هذه البلبلة بعد بيانات نفت احتمال إغلاق المطار. 



تزامن هذا التصعيد مع تصعيد في السياسة جاء على لسان الأمين العام لـ"حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم الذي ظهر في كلمة متلفزة، يرجَّح أن تكون مسجَّلة وليست مباشرة، أطلق فيها سلسلة لاءات، ومنها:

لا نعوّل على الحراك السياسي العام ولا على أن نتنياهو اكتفى ببعض المكتسبات، نحن سنعوّل على الميدان.

لا نبني توقّع وقف العدوان على حراك سياسي ولن نستجدي لإيقاف العدوان. 



الشيخ قاسم أقرّ بالتحضير الطويل لهذه الحرب فكشف أنه "منذ عام 2006 بعد عدوان تموز نستعد بكل أشكال الاستعداد تدريباً وتسليحاً وعديداً وإمكانات في المجالات المختلفة لأننا نتوقّع هذه النتيجة التي وصلنا إليها".



الشيخ قاسم، وفي توقيت لافت، وجَّه انتقاداً للجيش اللبناني على خلفية حادثة البترون، فطالب الجيش اللبناني بأن يُصدر موقفاً وبياناً يُبيّن لماذا حصل هذا الخرق؟ حتى لو قال إنّه لم يكن قادراً وإنّه كان عاجزاً، فليقل أمام العالم ما هو السبب. وأيضاً فليسأل "اليونيفيل" وخاصة الألمان ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه في تلك الليلة؟ ويُطلع الناس عليه. أنا لن أتحدث أكثر من هذا، أطالب الجيش اللبناني بأن يُعلن موقفه وطبيعة الحدث وأيضاً ما هو دور "اليونيفيل" حتى يطّلع الناس عليه.



واللافت أيضاً في كلام الشيخ قاسم قوله: "أنا اليوم لن أتهم"، ما يعني أنه يترك سيف الاتهام مصلتاً فوق رأس قائد الجيش. 



الجدير ذكره أن العماد جوزيف عون كان زار كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأطلعهما على المعطيات التي توافرت للجيش اللبناني عن حادثة البترون، ومن المفارقات أن حملة الشيخ نعيم قاسم جاءت منسجمة مع الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي التي شنّها التيار الوطني الحر ضد قائد الجيش.

كلام الشيخ قاسم، ولا سيّما في الشق المتعلّق بالحرب، لقي تعليقاً ساخراً من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي ردّ في موضوع الميدان، فقال: لن يبقى لكم في الميدان حتى حديدان.  



وفي تظهير إضافي للتباين بين قائد الجيش والتيار الوطني الحر، فإن وزير الدفاع العميد موريس سليم، المحسوب على رئيس التيار جبران باسيل، كان اعترض على تطويع ألف وخمسمئة عنصر لصالح الجيش اللبناني، لكن مجلس الوزراء لم يأخذ بهذا الاعتراض الذي تم عن بُعد لأن سليم لا يحضر مجلس الوزراء، بل أقرّ بند التطويع وتمويل هذه العملية.



وفي مقابل تمرير بند التطويع في الجيش، لم يمرّ بند استخدام المدارس الخاصة لتعليم طلاب المدارس الرسمية التي شغِلَت كمراكز إيواء للنازحين، وجاء قرار إرجاء البتّ بهذا البند بناءً على طلب من وزير التربية عباس الحلبي، وكان هذا الأمر قد تسبّب في سيلٍ من الاعتراضات من زاوية أنه انتهاك للملكية الخاصة، وأنه إذا كانت الحكومة حريصة على طلاب المدارس الرسمية فعليها أن تستخدم أبنية تابعة للحكومة وهي كثيرة.