دخلت الوزارات والإدارات الحكومية في واشنطن في مرحلة انتقالية دقيقة مع فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة وتهيئة إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته المهزومة رئاسيّاً كامالا هاريس، الأجواء لنقل السلطة سلميّاً وبهدوء لإدارة ترامب قيد التشكيل والتي ستتسلّم زمام القيادة في 20 كانون الثاني من العام المقبل، فيما تُسمّى هذه المرحلة بـ "البطة العرجاء"، للإشارة إلى الوضع الضعيف سياسيّاً للرئيس الذي يستعدّ لمغادرة البيت الأبيض.
وفي السياق، تعهّد بايدن في خطاب من حديقة "روز غاردن" أمس بانتقال سلمي ومنظّم للسلطة، ودعا الأميركيين إلى "تهدئة" الأجواء، وقال "لا يُمكنكم أن تحبّوا بلدكم فقط حينما تفوزون. لا يُمكنكم أن تحبّوا جيرانكم فقط إذا كنتم على وفاق. ومن الأمور التي نأمل في التمكّن من القيام بها، بغض النظر عمّن منحتم صوتكم له، هو ألّا ننظر لبعضنا كخصوم، بل كرفاق أميركيين".
وبعدما دعا بايدن الرئيس المُنتخب لزيارة البيت الأبيض في موعد لم يُحدّد، أكد فريق ترامب أمس أنّ الأخير "ينتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء"، فيما يترقّب أنصار ترامب دخول الأخير إلى المكتب البيضوي للمباشرة بتحسين الوضع الاقتصادي وخفض التضخّم وتكثيف أعمال استخراج النفط وتنفيذ "أكبر عملية" لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين وتحصين الحدود مع المكسيك.
وسيكون بوسع ترامب الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي انتزع الجمهوريّون السيطرة عليه من الديمقراطيين، بينما يبدو أنّ "حزب الفيل" في طريقه للاحتفاظ بالغالبية في مجلس النواب، الأمر الذي سيضمن له سيطرة مطلقة على الكونغرس.
ويُرجّح أن تؤدّي شخصيات بارزة أدواراً رئيسية في إدارة ترامب المقبلة. وذكرت حملة الرئيس المُنتخب أن ترامب سيبدأ باختيار أفراد للعمل في إدارته الجديدة "خلال الأيّام المقبلة"، موضحةً أن ترامب سيبدأ في الأيام والأسابيع المقبلة، وضع سياسات تجعل حياة الأميركيين ميسورة الكلفة وآمنة.
وكان ترامب قد أعلن سابقاً أنه سيوكل مسؤولية كبرى لإيلون ماسك، الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري. كما وعد الرئيس المُنتخب في خضمّ الحملات الانتخابية، بأنه سيختار روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل والمرشّح المستقلّ السابق الذي أصبح حليفاً له، لمنصب قيادي.
وذكرت عدّة تقارير مجموعة من الأسماء المحتملة لشغل بعض الوزارات الحسّاسة، مثل الخارجية والدفاع والخزانة والأمن الداخلي. وهناك عدّة أسماء بارزة للخارجية، من بينها روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترامب. كما يبرز اسم السفير الأميركي السابق في ألمانيا ريتشارد غرينيل، فضلاً عن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي بيل هاغرتي، إضافةً إلى عضو "الشيوخ" عن فلوريدا ماركو روبيو.
أمّا في ما يتعلّق بوزارة الدفاع، فقد تردّد اسم وزير الخارجية السابق خلال ولاية ترامب الأولى مايك بومبيو الذي كان قد تولّى أيضاً منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية إبّان عهد ترامب. وربّما يكون بومبيو مرشّحاً لمناصب أخرى تتعلّق بالأمن القومي أو الاستخبارات أو الدبلوماسية، وهذا الأمر ينطبق كذلك على أسماء أخرى متداولة. كما ظهر اسم مايك والتز، الضابط السابق والعضو في مجلس النواب عن ولاية فلوريدا، واشتهر بأنّه أحد أبرز النواب الذين "واجهوا الصين". ومن بين الأسماء المطروحة توم كوتون، خريج كلية الحقوق في جامعة "هارفارد" والضابط في الجيش قبل أن يُصبح عضواً في "الشيوخ" عن ولاية أركنساس.
ومن بين الأسماء المرشّحة لمنصب الأمن القومي، كاش باتيل الذي شغل مناصب رفيعة المستوى في مواقع الدفاع والاستخبارات خلال فترة ولاية ترامب الأولى. وفي ما يتّصل بوزارة الأمن الداخلي، هناك أسماء مثل توم هومان وتشاد وولف ومارك غرين ومارك مورغان. أمّا بخصوص وزارة الخزانة، فقد برزت لائحة من المرشّحين، أبرزهم سكوت بيسنت، وهو المستشار الاقتصادي الرئيسي لترامب، إضافةً إلى جون بولسون وروبرت لايتهايزر وهاورد لوتنيك وجايمي ديمون.
في السياق، سيسمح الرئيس المُنتخب على الأرجح لجيروم باول باستكمال فترة رئاسته للمجلس الاحتياطي الفدرالي، والتي تنتهي في أيار 2026، بحسب ما ذكرت شبكة "سي أن أن" نقلاً عن مستشار كبير لترامب، بينما قال باول إنّه لن يستقيل إذا أمره ترامب بذلك.