مريم سيف الدين

الجيش: نعمل بسرعة وإيجاد المفقودين مرتبط بالمعلومات من ذويهم

نبض تحت ركام بيروت يفضح موت حياء السلطة

5 أيلول 2020

02 : 00

__3-9-2020 الوفد التشيلي والكلبة فليتش يشكان في العثور على ناجين تحت الركام ph Ramzi (19)-1599168078

أعاد إعلان فريق الإنقاذ التشيلي (توبوس تشيلي) عن التقاط إشارات لنبض تحت ركام أحد الأبنية المهدمة في بيروت، شيئاً من الروح إلى القلوب المفجوعة جراء الانفجار الذي دمر جزءاً كبيراً من المدينة. وفي ذكرى مرور شهر على النكبة، بدأ البحث الجدّي عن مفقودين تحت ردم مبنى في منطقة الجميزة، الأكثر تضرراً من الإنفجار. لكنّ أعمال رفع الركام لم تمرّ بالسلاسة التي توقعها السكان من سلطة لم تفكر خلال شهر كامل برفع ركام المبنى، حاسمة أن لا مفقودين تحته. فترك المبنى على حاله وتحوّل خلفية لصور بعض من يحبون الاستثمار بالمآسي للتذكير بـ"نجوميتهم". وفي ذكرى التفجير، خاض الأهالي معركة مع القوى الأمنية دعماً للفريق التشيلي كي يستمرّ بعمله، بعدما اتهموا السلطات اللبنانية بإعاقة مهامه.

يومان متواصلان تابع خلالهما اللبنانيون الجهود التي بذلها الفريق التشيلي، والعوائق التي واجهته بسبب اهمال السلطة اللبنانية واستهتارها بالبحث عن المفقودين. وقبل مجيء الفريق التشيلي، كانت تكفي محاولتنا للحصول على معلومات حول عدد المفقودين وآليات البحث عنهم، لنستنتج أن البحث توقّف وأنّ مهمة إيجادهم قد تركت للصدف. ففي اتصالات عدة مع جهات رسمية مختلفة من بينها وزارة الصحة تبيّن لنا عدم معرفة هذه الجهات بعدد المفقودين وغياب التنسيق في ما بينها. وأكدت حينها الجهة المعنية بالبحث عن المفقودين، والتي كانت بيروت تخضع لسلطتها بحكم قانون الطوارئ، أن ليس لدى الجيش معلومات عن هؤلاء.



الكلبة التشيلية التي تحوّلت إلى "مثال"



لكن فجأة، وبمجرد حضور الفريق التشيلي إلى المبنى المهدم واستخدام تقنياته التي تتبع حرارة الجسم وعلامات الحياة كالنبض، أكد الفريق وجود جثة تحت الركام وجسد آخر ينبض. تأكيد تمسّك فيه عدد من المواطنين وكأنهم يتمسّكون بأرواحهم. فأصروا على دعم الفريق التشيلي بمهامه بمواجهة عرقلة الأجهزة اللبنانية ومحاولتها إيقاف عمليات البحث مساء أمس الأوّل. قال الجيش أن لا رافعة لديه لرفع الأنقاض فتكفلت المواطنة ميليسا فتح الله بتأمين رافعة. وأمس استمر وضع العراقيل أمام فريق الإنقاذ التشيلي، وفق ما أكده شهود وإعلاميون تواجدوا في المكان، ما دفع بالفريق للاستراحة ريثما يتم الاتفاق مع الدفاع المدني على الالتزام بتعليمات التشيليين، قبل أن يعود الفريق للعمل ويفقد إشارات النبض. وعلى الرغم من ذلك استمر الفريق في محاولاته للبحث عن النبض.

واللافت أنه وفي مقابل إصرار الفريق التشيلي على وجود جثة وشخص قد يكون على قيد الحياة، أصرت فرق الإنقاذ اللبنانية، من بينها الدفاع المدني، على أن لا جديد يذكر وأن لا جثث تحت الركام. ففي حين استند الفريق التشيلي الى تقنياته والكلبة "فليتش" التي حولها المنتظرون مثالاً، اتكل المتطوع في الدفاع المدني يوسف الملاح، على حاسة الشمّ، مؤكداً لـ"نداء الوطن" إصراره على رأيه بعدم وجود جثّة تحت الركام بسبب عدم وجود رائحة. لكننا لم نتمكن من طرح جميع أسئلتنا على الملاح الذي اعتذر لانشغاله في عزل مواد و"أسيد" في المرفأ. وفي رد على أسئلة إعلامية، أوضح المنقذ منصور الأسمر أن الفريق التشيلي متأكد من وجود جسم تحت الركام، ولم يتمكن من ايجاده بسبب طبقات الحطام. أما عن الآلات التي تكشف علامات الحياة، فقد شرح المنقذ أن دقتها تبلغ 80%، "لكن هناك احتمال بأن يكون مصدر الإشارات ساعة".



الوفد التشيلي والكلب فلاش يشكون في العثور على ناجين تحت الركام



من جهته، يؤكد الجيش اللبناني لـ"نداء الوطن" أن عملية رفع الأنقاض والركام من بقعة الإنفجار "لا تزال سارية ومتواصلة على مدار الساعة، وبالتالي عند توافر أي دليل على وجود جثث أو أشلاء تقوم الفرق المتخصصة بجمعها وانتشالها ليصار إلى إجراء الفحوصات اللازمة عليها لتحديد هوية أصحابها". ووفق مديرية التوجيه، فإن العوامل التي قد تعيق عملية إيجاد المفقودين ترتبط بمدى المعلومات المقدمة من قبل ذويهم، وقربهم من مركز الانفجار بالإضافة إلى مكان تواجد الجثث والأشلاء.

وحتى اليوم لا يزال 7 أشخاص في عداد المفقودين: ثلاثة لبنانيين و3 سوريين ومصري. أما إمكانية إيجادهم، "فترتبط بظروف فقدانهم بشكل عام وبكمية المعلومات المتوافرة عنهم قبل وقوع الانفجار، بحيث تعمل وحدات الجيش بالتعاون مع عناصر الإنقاذ بالسرعة القصوى والطريقة الاحترافية الفضلى لانتشال أي أشلاء ممكنة من بقعة الانفجار"، وفق الجيش.