تواصل كلّ من اليونان وتركيا مسار تطبيع العلاقات بينهما بعد سنوات من التوترات السياسية والدبلوماسية التي لامست "المواجهة العسكرية" في بحر إيجه، وربّما كون الدولتين عضوين في حلف "الناتو" حال دون ذلك.
وبعد اجتماعهما في أثينا أمس، اعتبر وزير الخارجية اليوناني جورج غيرابتريتيس ونظيره التركي هاكان فيدان أنّه ما زال هناك خلافات بين البلدَين في نطاق القضايا التي يتعيّن معالجتها في تعيين حدودهما البحرية، لكن المحادثات ستستمرّ، فيما استكشف الوزيران احتمالات تدشين أثينا وأنقرة محادثات تستهدف ترسيم حدودهما البحرية.
وأوضح غيرابتريتيس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فيدان أنهما حاولا التوصّل إلى نهج مبدئي في "قضية صعبة وأساسية"، لكن مواقفهما لا تزال مختلفة، مشيراً إلى أن القضية ستُناقش مرّة أخرى خلال اجتماع في المستقبل.
كما كشف أن مسؤولين من اليونان وتركيا سيعقدون جولة أخرى من المحادثات في أثينا يومَي الثاني والثالث من كانون الأوّل، في وقت يستعدّ فيه البلدان لعقد مجلس تعاون رفيع المستوى في تركيا أوائل العام المقبل.
وبينما تعتبر اليونان أن على البلدَين مناقشة مسألة تحديد منطقة اقتصادية خالصة وحدود الجرف القاري فقط، تعترف تركيا بالزخم الإيجابي في العلاقات، لكنّها تؤكد أن هناك قضايا أخرى يتعيّن مناقشتها. وأبدى اعتقاده بقدرة البلدين على حلّ خلافاتهما بالاحترام المتبادل وعلى أساس القانون الدولي.
وفي هذا الصدد، رأى فيدان أن "هناك قضايا كثيرة مترابطة في بحر إيجه يتعيّن علينا العمل عليها والسعي إلى حلّها"، معتبراً أنّه "لا يُمكننا تلخيصها في ترسيم الحدود البحرية أو المناطق الاقتصادية الخالصة فحسب".
وأمل الوزيران في أن تتمكّن أثينا وأنقرة من حلّ مشكلاتهما عبر الحوار، قبل أن يختتما المؤتمر الصحافي بعناق نادر.
وهناك خلافات قائمة منذ فترة طويلة بين البلدَين في شأن قضايا تشمل: الجرف القاري وموارد الطاقة والهجرة غير الشرعية والرحلات الجوّية فوق بحر إيجه وجزيرة قبرص المقسّمة عرقيّاً والتي تحتلّ أنقرة جزءها الشمالي. وبعد توترات استمرّت لسنوات، اتفقت أثينا وأنقرة في كانون الأوّل من العام الماضي على خريطة طريق لإحياء العلاقات.
على صعيد آخر، يتطلّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إعادة الزخم للعلاقات المتوترة بين واشنطن وأنقرة من خلال دعوة الرئيس المُنتخب دونالد ترامب لزيارة تركيا، مشيراً إلى أن ترامب تحدّث بشكل إيجابي للغاية عن تركيا خلال اتصال هاتفي بينهما.
وأمل أردوغان في أن يقبل ترامب الدعوة، معتبراً من جهة أخرى أن الحرب في أوكرانيا يُمكن أن تنتهي بسهولة إذا اتخذت إدارة ترامب المقبلة نهجاً يُركّز على الحل. كما أمل في أن يطلب ترامب من إسرائيل وقف الحرب في غزة ولبنان، معتبراً أن تعليق الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل قد يكون بداية جيّدة.