اشتباك كلاميّ بين ريفي والصمد

وساطة قطر معلّقة... وغارات متنقّلة بقاعاً وجنوباً

الأضرار التي خلّفتها غارات الجمعة على الضاحية الجنوبية - رويترز

الميدان المشتعل في لبنان وسقوط عشرات الضحايا في قرى الجنوب والبقاع، كان العنوان الأبرز على الساحة المحلّية، يوم أمس السبت.

لكنّ تطوّراً سياسيّاً لافتاً في توقيته، خطف الأضواء على الساحة الإقليمية، ويُعتقد أنّه من أوّل مفاعيل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولو أنّ معالمه النهائية لم تتّضح بعد.



فبعد أيّام على إبلاغ واشنطن للدوحة بأنّ وجود حركة "حماس" على أراضيها لم يعد مقبولاً، ذكرت وكالة "رويترز" أنّ قطر خلُصَت إلى أنّ المكتب السياسي للحركة في الدوحة "لم يعد يؤدّي الغرض منه"، وأنّها ستنسحب من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.



ومساء السبت، ردّت قطر على هذه المعلومات، بلسان المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري الذي قال إنّ التقارير المتعلّقة بمكتب "حماس" في الدوحة "غير دقيقة"، من دون أن ينفيها بالكامل، مشيراً إلى أنّ جهود الوساطة التي تقودها بلاده بين إسرائيل و"حماس" معلّقة حالياً، على أن تُستأنف "عند توافر الجدّية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة في غزة".



وبانتظار معرفة مصير العلاقة بين قطر و"حماس"، ينطلق الأسبوع الحالي بقمّة "عربية – إسلامية" في الرياض يوم غد الإثنين، ستناقش الأوضاع في المنطقة، ولا سيما سبل وقف حمّام الدمّ في كلّ من غزة ولبنان.



مشادة كلامية


محلياً، عقد "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى" اجتماعه الدوري برئاسة المفتي عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.



وتخلّل الاجتماع تلاسن بين النائبين أشرف ريفي وجهاد الصمد. إذ عندما حاول الصمد الاعتراض على انتقاد ريفي لـ "حزب الله" ردّ الأخير قائلاً "عندما أتكلّم أنا، أنت تصمت إلى أن يأتي دورك بالكلام، يا جهاد نحن نعلم تاريخك وحاضرك ونعرف إنتماءاتك السياسية والتي لا تتخطّى حدود زَلمة "حزب الله". ولا يحق لك أن تتكلم وأنت من اعترضت مع رجالك المسلّحين موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم كان متوجّهاً إلى منطقة الضنية لمنعه من الوصول... من يقوم بهذه الأعمال ينبغي أن يستحي من نفسه ويسكت".



المشادة الكلامية استدعت تدخل بعض النواب الذين طلبوا من النائب الصمد السكوت.



وبعدها تابع المجلس الاجتماع، ليُصدر بياناً في ختامه، طالب فيه مجلس الأمن الدولي باتّخاذ قرار عاجل لوقف الحرب على لبنان وإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، مشدّداً على "ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً، بما يتيح للجيش اللبناني ممارسة حقه في الدفاع عن البلاد، ويعيد للدولة دورها في الإمساك بالقرار الوطني والسيادي".



حريق "الحمرا" وغارات مكثّفة

أمّا حياتياً، وكأنّ ويلات الحرب ليست كافية على سكّان بيروت، الذين ناموا ليل الجمعة على وقع أصوات الغارات على الضاحية، واستفاقوا صباحاً على حريق هائل التهم موقفاً للسيارات في أحد أحياء منطقة "الحمرا"، ما أجبر سكان المباني المجاورة على الهروب من منازلهم مستخدمين سلالم خارجية. وبعد ساعات نجحت فرق الإطفاء في السيطرة على النيران معلنةً أنّ الأضرار اقتصرت على الماديات.



هول الحريق في "الحمرا"، لم يحجب الأضواء عن الميدان المشتعل جنوباً وبقاعاً، حيث سقط عشرات الضحايا والجرحى، بينهم أطفال، في سلسلة غارات نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، بالتزامن مع استمرار سياسته بتفخيخ المنازل والمباني في القرى الحدودية.



جاء هذا التّصعيد، فيما ذكرت "القناة 13 الإسرائيلية" أنّ أكثر من 90% من العمليّات البرّية للجيش في لبنان انتهت، ولكنّه لن يعلن انتهاءها قبل التوصّل إلى اتفاق سياسي.