هل تدخل روسيا في مساعي التّسوية مع لبنان؟

المصدر: المركزية

واصل الإعلام الاسرائيلي التّسريب عن مشاريع اتفاقات لوقف النّار، استباقاً لزيارة مرتقبة لهوكشتاين، يتبين انّها من صناعة إسرائيلية، خصوصاً انّ المُسرّب لا يمكن لبنان ان يقبل به، لتعارضه مع ما ينص عليه القرار الدولي 1701 والسّيادة اللّبنانية.


وذكرت القناة 12 العبرية، أنّ الحكومة الإسرائيليّة «تدرس بجدّيّة خيار التّوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار موقّت مع «حزب الله»، في ظلّ المخاوف الجدّيّة في أوساط صنّاع القرار في تل أبيب، من احتمال صدور قرار من مجلس الأمن الدّولي قد يقيّد بمقدار كبير حرّيّة إسرائيل العسكريّة».


وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مسؤولين أميركيّين، أنّ ترامب «بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال إسرائيل». وأكّدوا أنّ «فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن آموس هوكشتاين -وبتشجيع من ترامب- تتزايد»، مشيرين إلى أنّ «هناك جهوداً كبيرةً تُبذل لترتيب صفقة أسرى صغيرة».


وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ «وزير الشّؤون الاستراتيجيّة رون ديرمر أجرى زيارةً سرّيّةً إلى روسيا الأسبوع الماضي، سعياً للتّوصّل إلى تسوية مع لبنان»، مشيرةً إلى أنّ «من المتوقّع أن تلعب روسيا دوراً مهمًّا في اتفاق محتمَل لوقف إطلاق النّار، إذا تمّ التّوصل إليه بين إسرائيل و"حزب الله"، لضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح الحزب». ولفتت إلى أنّ «الزّيارة جاءت بعد أيّام قليلة من الهجوم الإسرائيلي على إيران»، فجر 26 تشرين الأوّل الماضي.


وفي السّياق، أفادت القناة 12 الإسرائيليّة نقلاً عن مصادر، أنّ «الوزير ديرمر يغادر إلى واشنطن، لمناقشة التّفاصيل بشأن التّسوية مع لبنان».

وأفاد موقع «أكسيوس»، نقلاً عن مسؤولين، انّ ديرمر سيلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن للبحث الوضع في لبنان وغزة. كذلك سيناقش أيضاً الإنذار الأميركي بتحسين وضع غزة الإنساني.


لكن هذه القناة 12 نفسها نقلت لاحقاً عن مسؤولين أمنيين، أن «ليس صائباً إدخال روسيا في مساعي التّسوية مع لبنان وتوسيع تأثيرها بالمنطقة»، مشيرةً نقلاً عن مصادر مطّلعة، إلى «تقدّم كبير في المفاوضات في شأن التّسوية في لبنان». واشارت إلى أنّ «لإسرائيل حليفاً استراتيجياً واحداً هو الولايات المتحدة»، لافتةً الى أنّ «مسؤولين في الجيش يعتقدون أنّه ما زال مبكراً إعادة سكان البلدات الحدودية إلى منازلهم». وكشفت عن «إجماع إسرائيلي- أميركي على أنّ الإنجاز في جبهة لبنان وصل حدّه الأقصى ويجب استغلاله سياسياً».


في غضون ذلك، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرّة الاولى بمسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، والتي تسببت بإصابة الآلاف.


وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو تحمّل خلال اجتماع الحكومة مسؤولية الهجمات بتفجير أجهزة «البايجر» في لبنان، ونقلت عنه قوله: «لم أصغ إلى التّحذير بأنّ واشنطن ستعارض العملية». وأوضح أنّ «عملية تفجير أجهزة الاستدعاء واغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" ، تمت رغم معارضة المسؤولين الكبار في المؤسسة الأمنية». وأضاف: «هناك وزراء عارضوا قرارات كنت أؤيدها مثل قتل حسن نصرالله والدّخول إلى رفح».


وإلى ذلك، كشف نتنياهو، أنّه تحدّث مع الرّئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب 3 مرات في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أنّه متفق معه إزاء «التّهديد الإيراني».


وفي هذه الاثناء، أشار وزير الدّفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الى أنّ «علينا أن نواصل العمل معاً ونستثمر النّتائج في تغيير الوضع في جبهة لبنان»، لافتاً الى أنّ «كل من جاء ليدعم وقف إطلاق النّار في غزة ابلغت اليه أنّه لن يحدث من دون إطلاق الأسرى».


وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي صدّق على توسيع العملية البرية في جنوب لبنان».