من بلدة ناشطة اقتصادياً إلى بلدة منكوبة، هذا ما آل إليه الحال في بلدة يحمر الشقيف إحدى قرى بلدات النبطية التي تتعرّض لحرب تدميريّة على الصعد كافة. تصل الخسائر الزراعية في بلدة يحمر الشقيف وحدها إلى 4 ملايين دولار، وقد جعلها موقعها الاستراتيجي عرضة للقصف المدفعيّ والعنقودي وأيضاً للغارات التي دمّرت ليس فقط منازلها، بل أيضاً اقتصادها.
هي المرة الأولى التي لن يتمكّن مزارعو الزيتون في البلدة من ارتياد حقولهم التي تنتج سنويّاً بحدود الـ8000 تنكة زيت، أي ما يقدر بحوالى مليون دولار سنوياً.
"طار الموسم" هكذا علّق المزارع والناشط الزراعي في يحمر ناصر عليق ويضيف لـ "نداء الوطن" "لم تخسر يحمر موسم الزيتون لهذه السنة فقط، بل لسنوات عدّة، لأنّ الإسرائيلي قصف حقول الزيتون وكل الحقول بالقنابل العنقودية، ولن نتمكّن من العودة إلى الحقول حتى تنظيفها من هذه القنابل".
في العادة، يسهم إنتاج يحمر من زيت الزيتون في مدّ السوق المحلية به، أسوةً بكل قرى منطقة النبطية، لكن هذه السنة لن يكون هناك زيت زيتون في الأسواق المحلية، وسيؤثر بحسب عليق "على إنتاج الزيت الداخلي ويؤدي إلى ارتفاع سعره".
يرتكز اقتصاد هذه البلدة على الزراعة، والماشية وتربية النحل، إلى جانب وظائف الدولة والتي لا تشكل سوى 30 في المئة، غير أنّ هذا الاقتصاد دمّر بالكامل، وإذا كانت خسائر قطاع الزيتون كبيرة جداً، فإن الخسائر في قطاع النحل لا تقلّ عنها، إذ يقدّر إنتاج يحمر من العسل بحوالى 10 أطنان سنوياً، وتصل خسارته إلى مليون دولار تقريباً سواء بسبب وفاة النحل بسبب الحرب أو بسبب تلف القفران من جرّاء الاعتداءات وفق ما يقول عليق.
لا تتوقّف الخسائر الزراعية عند الزيتون والنحل، بل تطول أيضاً قطاعي الزعتر والحبوب والبقوليات، وتعدّ يحمر بلدة رائدة في زراعة الزعتر، فهي تنتج سنوياً 5 أطنان منه ويقدّر إنتاجها السنوي بحدود الـ100 ألف دولار. هذا الموسم تلف بحسب عليق "لأنّ القنابل العنقودية لوّثت كل الحقول والأودية ولن نتمكّن من قطافه لسنوات عدّة". كما أنّ الحبوب والبقوليات لم تسلم بحسب ما يقول عليق "فهي تزرع ما يقارب 500 دونم حبوباً تنتج سنوياً ما يقدّر بحوالى الـ500 ألف دولار ناهيك بقطاع الماشية الذي تضرّر بشكل كبير".
خسارة يحمر الاقتصادية لا تقدّر والمؤكد أنّ المزارعين من أبناء هذه البلدة يعيشون وضعاً معيشياً صعباً في ظلّ غياب الدولة، فهل من يعوّض عليهم؟