حشود واشتباكات في كورسك

تفاؤل أوروبي حذر بعودة ترامب

ماكرون وستارمر خلال إحيائهما ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى أمس (رويترز)

أحيت فرنسا أمس الذكرى 106 لنهاية الحرب العالمية الأولى في باريس، حيث ترأس الرئيس إيمانويل ماكرون احتفالات محدودة بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في مشهدية استذكرت حقبة سوداء من التاريخ لتفادي تكرارها من جديد، مع تجديد الزعيمَين تأكيد دعمهما لكييف لـ"إحباط العدوان الروسي"، في وقت يُهدّد استمرار حرب موسكو ضدّ أوكرانيا بتوسّع الحرب في "القارة العجوز"، لكن الآمال عادت لترتفع قليلاً مع فوز الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب.


وبرز تفاؤل أوروبي حذر بعودة ترامب إلى المكتب البيضوي، إذ يرفض المسؤولون الأوروبّيون الاستسلام لسرديات سلبية أضرّت سابقاً في العلاقات مع واشنطن، فيما يُريدون وقف الحرب في أوكرانيا. وفي هذا الصدد، توقّع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أمس أن تبقى إدارة ترامب المقبلة ملتزمة تجاه حلف "الناتو" وأوكرانيا، مهما تطلّب الأمر للتغلّب على غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


ورأى هيلي أن التزام واشنطن تجاه "الناتو" والأمن الأوروبي سيظلّ قويّاً في ظلّ رئاسة ترامب، داعياً الدول الأوروبّية إلى بذل المزيد من "الجهود الحثيثة" من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي، في حين طالب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو حلفاء كييف بألّا يصدروا حكماً مسبقاً على كيفية تعامل ترامب مع الحرب الدائرة هناك، لكنّه شدّد على أن تُحدّد أوكرانيا بنفسها توقيت المشاركة في عملية التفاوض والشروط اللازمة لذلك، داعياً إلى منح كييف كلّ الوسائل اللازمة لصدّ موسكو.


توازياً، كذّب الكرملين تقارير صحافية غربية ذكرت أن ترامب أجرى اتصالاً مع بوتين الأسبوع الماضي، معتبراً أنّها "محض خيال"، كما أوضح أن الرئيس الروسي ليس لديه خطط محدّدة للتحدّث إلى الرئيس المُنتخب في الوقت الراهن. وذكر أن بوتين كرّر الأسبوع الماضي انفتاحه على أي مفاوضات مع الغرب في شأن أوكرانيا، لكن "لم تُرسل أي إشارة" منهم.


في الغضون، رفعت ألمانيا الصوت محذّرةً من احتمال استغلال بوتين الفترة الانتقالية في أميركا لتتقدّم ميدانيّاً في أوكرانيا، ودعت إلى زيادة المساعدات، في وقت كشف فيه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل زوّد كييف بأكثر من 980 ألف قذيفة ويعتزم الوصول بهذا العدد إلى أكثر من مليون قذيفة بحلول نهاية هذا العام.



ميدانيّاً، تحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أن القوات الأوكرانية تخوض قتالاً مع نحو 50 ألف جندي في منطقة كورسك الروسية، مؤكداً أن بلاده "ستُعزّز بشكل كبير" مواقعها على جبهتَي بوكروفسك وكوراخوف في الشرق، حيث تدور المعارك الأكثر احتداماً.