أوروبا توسّع عقوباتها على إيران

موسكو تستشيط غضباً وتتوعّد كييف والغرب

زيلينسكي خلال تفقده قواته في بوكروفسك أمس (رويترز)

استشاطت موسكو غضباً من قرار واشنطن السماح لكييف باستخدام أسلحة أميركية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية. واختلفت حدّة المواقف من الكرملين إلى نواب وشخصيات روسية، لكنّها أجمعت كلّها على أن هذه الخطوة ستؤدّي إلى زيادة التوتر وتعميق انخراط الولايات المتحدة والغرب في الصراع.


واعتبر الكرملين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي ستُغادر قريباً، تنوي اتخاذ خطوات لمواصلة "صب الزيت على النار"، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أوضح موقف موسكو بشكل قاطع في هذا الخصوص، في إشارة إلى كلام "القيصر" في 12 أيلول عن أن موافقة الغرب على مثل هذه الخطوة تعني "المشاركة المباشرة" لدول حلف "الناتو" في الحرب، لأنه سيتعيّن استخدام البنية التحتية العسكرية للحلف ومشاركة قواته في تحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ.


وتوالت المواقف المندّدة على لسان نواب روس حذّروا فيها من تدمير أوكرانيا بالكامل ومن مخاطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، فيما توعّد رئيس مجلس "الدوما" فياتشيسلاف فولودين بأن بلاده قد تستخدم أنظمة أسلحة جديدة في أوكرانيا إذا هاجمتها بصواريخ أميركية بعيدة المدى، محذّراً من أن توسيع نطاق استخدام هذه الأسلحة "سيُدمّر العلاقات الروسية - الأميركية تماماً"، بالتوازي مع اعتبار الخارجية الروسية أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يُغيّر طبيعة الحرب تغييراً جذريّاً، متوعّدةً بردّ "مناسب وملموس".

في الغضون، وسّع الاتحاد الأوروبي نطاق العقوبات المفروضة على إيران على خلفية دعمها لروسيا في الحرب ضدّ أوكرانيا. وأوضحت المفوضية الأوروبّية أن التكتل أدرج على لائحة العقوبات شركة خطوط الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية "إيريسل" ومديرها محمد رضا خياباني، إلى جانب آخرين.


وتستهدف العقوبات الجديدة سفناً وموانئ تُستخدم في نقل طائرات مسيّرة وصواريخ وتكنولوجيا ومكوّنات ذات صلة صنعتها إيران. كما شملت العقوبات ثلاث شركات شحن روسية.


وفي السياق، فرضت بريطانيا عقوبات على الخطوط الجوية الإيرانية، الناقل الوطني، وعلى "إيريسل"، موضحةً أن الإجراء يأتي ردّاً على نقل إيران لصواريخ باليستية إلى روسيا. كما فرضت عقوبات أيضاً على سفينة شحن روسية.


وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "محاولات إيران لتقويض الأمن العالمي خطرة وغير مقبولة"، مكرّراً دعوة طهران إلى "وقف دعمها لحرب روسيا غير القانونية على أوكرانيا".


ميدانيّاً، تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته التي تدافع عن مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجيستي رئيسي للقوات الأوكرانية على الجبهة الشرقية والتي يقترب منها الجيش الروسي تدريجيّاً.


وكشف زيلينسكي أنّه زار "موقع اللواء 25 المجوقل الذي يدافع عن المدينة"، معتبراً أنها "منطقة متوترة" لكن "بفضل قوّة الجنود لم يُحتل الشرق بالكامل من قبل روسيا"، بينما تبعد أقرب المواقع الروسية أقلّ من 10 كيلومترات عن هذه المدينة. بالتزامن، تسبّب هجوم صاروخي روسي بمقتل 10 وإصابة 44 آخرين في أوديسا المطلة على البحر الأسود.