جورج الهاني

التضحيةُ سمة النجوم الكبار

14 آب 2019

12 : 37

في عيد الأضحى، أقفُ بأسفٍ وأسى على أطلال التضحيات وتعود بي الذاكرة الى زمن رياضيّ جميل ولّى، عندما كان عرقُ الجبين يُسكَبُ من دون مقابل ويُمنحُ العطاء من دون حدود، وعندما كان أهل الوسط من مدرّبين ولاعبين لا يضعون شروطاً تعجيزية ومطالب شخصية "مفصّلة" على قياسهم، ولا يسألون عن رواتب أو مكافآت بعد كل إنجاز يحققونه، ولا يلجأون الى وسائل الإعلام للتشهير بمن يتّهمونه بأنه لم يصدقْ معهم أو قصّر بواجباته تجاههم عن قصدٍ أو غير قصد.

في زمن التضحيات الغالية ذاك، كان النجومُ كثراً في الألعاب كافة ، كانوا أبطالاً حقيقيين على أرض الملاعب، لم تساهم في صُنعهم شاشاتُ التلفزة ولم تُبهرهم أضواءُ الشهرة كما هي حال معظم نجوم اليوم، وكانوا كلّما ازدادوا تألقاً ازدادوا طيبة وتواضعاً، وكلّما تواضعوا كسبوا محبّة الجماهير واحترامها، وما زالوا حتى اليوم - وبعد عشرين وثلاثين عاماً على اعتزالهم وابتعادهم - محطّ ترحيب حارّ أينما حلّوا.

لن أغوص في أسماء هؤلاء الذين كبرْنا على أمجادهم وإبداعاتهم وسُحِرنا بمواهبهم ومهاراتهم وسطّروا بطولاتهم في سجلات الرياضة اللبنانية بأحرف من ذهب، وفي المقابل لن أذكر أسماء من يدّعون "المراجل الوهمية" اليوم، وهم كثر، ويخرجون الى العلن يستعرضون عضلاتهم لكي يهبّ الرأي العام لشكرهم على تحقيق فوز من هنا أو إحراز لقب من هناك، وهو أصلاً من أقلّ واجباتهم.

لم يعُدْ للتضحيات الكبيرة مكانٌ بين غالبية نجوم اليوم، فإنْ لم تؤمَّن لهم مستلزمات الراحة الجسدية والنفسية كافة لا يلعبون، وإن لم يقبضوا رواتبهم في الوقت المحدّد يعتكفون، وإن لم تعجبهم قرارات مدرّبيهم يغيبون...

بالأمس كانت الرياضة رسالة، واليوم أصبحتْ سلعة!!!


MISS 3