مايز عبيد

قضية الموقوفين الإسلاميين إلى الواجهة مجدداً

الرافعي: ليتحرّر المسؤولون من النظامين الإيراني والسوري

تحرّك أهالي الموقوفين أمام سجن رومية

الشمال - ألم يحن الوقت لإنهاء ملف الموقوفين الإسلاميين في لبنان؟ سؤالٌ يطرحه الكثيرون في لبنان، لا سيما في المناطق السنيّة تزامناً مع أحداث سوريا الأخيرة. بين هؤلاء كثيرون أمضوا محكوميتهم المفترضة بوجودهم في السجن لسنوات من دون محاكمة. إذ انطلق أمس وفدٌ من أهالي الموقوفين الإسلاميين من ساحة عبدالحميد كرامي في طرابلس، إلى سجن رومية، والتقوا مع أهالي الموقوفين من صيدا، ولجنة المطالبة بإطلاق الشيخ أحمد الأسير، للمطالبة بإطلاق سراح المسجونين الإسلاميين، أو أقلّه تعيين محاكمات لهؤلاء والبتّ بملفاتهم.



ليست المرّة الأولى التي يتحرّك فيها أهالي الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية، سواء في بيروت أو في طرابلس. ويكاد لا يمرّ شهر إلا ويكون لهؤلاء تحرّك أو دعوة للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم وذويهم من السجون اللبنانية. سبق وطالبوا بإطلاق سراح ذويهم خلال "جائحة كورونا" خوفاً من انتشار العدوى. كما طالبوا سابقاً بعفوٍ عام وتحرّكات ميدانية واحتجاجات سلمية على الأرض، ولكن كل ذلك لم يؤدّ حتى الآن إلى فتح الملف والبت فيه. إن ما يحصل في السجون السورية بعد إسقاط نظام بشار الأسد، من إطلاق مساجين وأسرى مرّ على اعتقالهم عشرات السنوات، دفع الأهالي إلى تحريك ملف أبنائهم، علّ السلطة في لبنان تتّعظ مما يجري في سوريا فتعمل على إنهاء هذه المأساة.



مبادرة الدولة

رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي قال في حديثٍ لـ "نداء الوطن": "من الواجب على الدولة اللبنانية، أن تبادر إلى رفع الظلم. العديد من المعتقلين السوريين وضعوا في السجن لمناصرتهم الثورة السورية مثل أبو أحمد جمعة وغيره". أضاف: "النظام السوري انتهى، والسفارة السورية في بيروت غيّرت العلم ووضعت علم الثورة. فما الذي تنتظره الدولة اللبنانية لإطلاق سراح كل موقوف سوري أو لبناني بسبب الثورة السورية لانتفاء المبرر"؟



وشدد الرافعي على أنّ "الموقوفين بتهم الإرهاب أو القتال ضد الجيش، استوفوا المدّة لأكثر من 10 سنوات من دون محاكمة، علماً أن أكثرية الأحكام مسيّسة، بضغطٍ إما من النظام السوري أو من حلفائه في لبنان".



ودعا السياسيين في لبنان "أن لا ينتظروا الضغط حتى يبادروا، وعليهم الاتّعاظ وأخذ العِبر مما يجري في سوريا، للتصالح مع الناس من خلال مبادرات من هذا النوع، وفتح صفحة جديدة بيضاء بين لبنان وسوريا وبين الدولة  وشعبها". وختم الرافعي قائلاً: "يجب على المسؤولين السياسيين والأمنيين في لبنان، التحرر من سطوة النظامين السوري والإيراني، فالأول هلك والثاني إلى هلاك، فلماذا كل هذا الخوف"؟