متحف

دقّة وحذر في تفكيك هيكلَين عظميّين لحوتَين في متحف إيرلندي

02 : 00

بدقّة كبيرة وحذر شديد، يعمل فريق من الخبراء في متحف التاريخ الطبيعي في دبلن على تفكيك هيكلين عظميّين لحوتين معلّقين منذ أكثر من قرن في سقفه، لإنجاز أعمالٍ لتحديث المبنى. واعتبر المسؤول عن مجموعة الحيوانات المحنطة في المتحف نايجل موناغن أنّه "على من يتولى هذه المهمة أن يعرف بعمق البنية التشريحية لهذا الحيوان".

ويشرف موناغن على العمل من صالة عرض تطل على القاعة الكبيرة، حيث تتراكم رؤوس الظباء والعلب الزجاجية المليئة بالثعابين اضافة الى بطريق محنط ذي نظرة قاسية. ويقول بحزم: "نحن نرى متحفنا كقصر مهيب للموت".

لكن، يواجه المبنى مشكلات عدة يتوجب حلها: ضعف العزل الحراري، عدم وجود مصعد لذوي الاحتياجات الخاصة وغياب مخرج طوارئ. لكن عقبة رئيسة تواجه ترميم السقف الزجاجي الواسع للمبنى، هي أنّ الهيكلَين العظميّين للحوتَين الضخمَين اللذين يشكّلان رمزاً لهذا المتحف، معلّقان في سقفه.

ويبلغ طول الحوت الزعنفي 20 متراً، وهو ثاني أكبر الأنواع في العالم بعد الحوت الأزرق. وانضم اليه في العام 1909 رفيق أصغر بكثير، وهو حوت صغير السن يبلغ ارتفاعه تسعة أمتار. ولأن عملية تفكيك الحيتان مهمة ضخمة تتطلب خبرة، استقدم متحف دبلن خبيرين من هولندا، يعملان بالتنسيق مع الفريق المحلي، فيضعون علامات على كل عظمة بدقة بحيث يمكن إعادتها إلى مكانها بسهولة بعد إنجاز أعمال الترميم. ويتوقع أن تستمر عملية التفكيك نحو ثلاثة أشهر.

لكن تزداد المهمة تعقيداً مع التقدم في العمل. إذ تؤدي إزالة جزء من الهيكل العظمي إلى تعديل مركز جاذبيته، ما يزعزعه ويفتفت بعض عظامه.

وعندما قرر الفريق أخيراً إزالة الزعنفة اليسرى للحوت الأحدب، ربطت العظام المختلفة بإحكام، ثم علّقت بالرافعة التي نقلتها من سواعد أعضاء المجموعة الموجودين في أعلى السقالات إلى من هم في الجزء السفلي. وفيما كانت الزعنفة متدلية من طرف الرافعة، تأرجحت فجأة إلى اليمين، فعَلَت الصيحات في أجواء المتحف، الهادئة عادة. ثم أنزلت أخيراً وحطّت بأمان. ولا تزال نحو 170 عظمة تنتظر دورها.


MISS 3