ريتا ابراهيم فريد

"بيروت بقلب زحلة"تتبنّى شارعاً تضرّر في الإنفجار

18 أيلول 2020

02 : 00

ليس غريباً على أهالي مدينة زحلة أن يسارعوا لتقديم كل أنواع الدعم لمن يحتاجه. هم المعروفون بأنهم "أهل النخوة"، لم يتردّدوا لحظة واحدة في أن يبادروا كالكثير من المتطوّعين من مختلف المناطق اللبنانية للمساعدة بعد الكارثة التي أصابت بيروت إثر انفجار المرفأ في الرابع من آب الماضي.

إلا أنّ "المبادرة الزحلاوية" اتخذت لنفسها شكلاً لافتاً. حيث قرّر عدد من المنظّمات غير الحكومية والمجموعات المدنية في المدينة أن يوحّدوا جهودهم ويتضامنوا للعمل معاً كهيئة واحدة تسمى "بيروت بـقلب زحلة". وتمّ الإعلان عن مشروع تبنّي أحد الشوارع المتضرّرة في بيروت وتقديم كافة المساعدات لإعادة ترميمه، لناحية إصلاح المنازل فيه ومساعدة الأهالي المتضررين على العودة بأمان إلى ديارهم، إضافة الى تلبية احتياجات العائلات المتضررة ضمن هذا الشارع.

وفي التفاصيل، أشارت المتطوّعة كريستيان عيسى نحاس (مسؤولة جمعية "بيت عذراء الفقراء") لـ"نداء الوطن" الى أنّ الفكرة بدأت مع الدكتورة وديعة الخوري التي أطلقت اسم مبادرة "بيروت بقلب زحلة"، وأنشأت مجموعة على تطبيق الواتساب جمعت فيها عدداً من مسؤولي الجمعيّات والناشطين في زحلة الذين تطوّعوا بصفتهم الشخصية لتقديم المساعدة.

وطرحت فكرة العمل كيدٍ واحدة من أجل تنفيذ المشروع بإسم مدينة زحلة، مشيرة الى أنّه سيتمّ الإعلان قريباً عن أسماء كل هذه الجمعيات التي وحّدت جهودها في هذه المبادرة. بعد ذلك بدأ الناشطون بالتنسيق مع رئيس البلدية، وباتوا يعقدون معظم إجتماعاتهم في مبنى البلدية، التي بادرت أيضاً الى التعاون واشترت المعدات اللازمة للمباشرة بعملية تنظيف الشوارع وإزالة الركام. وأضافت كريستيان أنّ عدد المتطوّعين في "بيروت بقلب زحلة" يصل الى حوالى مئة وخمسين شخصاً تقريباً، بالإضافة الى عشرين متطوّعاً كأعضاء دائمين في اللجنة، مع الإشارة الى أنّ المتطوّعين لا يعملون في نفس الوقت، إنّما تتمّ الإستعانة بالأشخاص بحسب المهمّة المحدّدة مثل التنظيف أو الدهان أو غيرها، تبعاً لأوقات فراغ المتطوّعين.






"الزحلاوي المغترب يقف الى جانبنا"

وعن تمويل مبادرة "بيروت بقلب زحلة"، صرّحت كريستيان بأنّهم توجّهوا الى الإغتراب الزحلاوي للمساعدة في التمويل، وأوضحت: "منذ سنة تقريباً، عقد مؤتمر "إنتشار زحلة" بمبادرة من رئيس البلدية المهندس أسعد زغيب. ومنذ ذلك الحين أعدنا أواصر التواصل مع المغتربين الزحليين من مختلف دول العالم. واليوم بفعل الصعوبات المالية التي تواجهها الجمعيات الخيرية في تأمين الأموال اللازمة لتقديم المساعدة، يقف هذا الاغتراب الى جانبنا، بالإضافة الى الأيادي البيضاء الموجودة في لبنان".



"ندعو جميع المناطق لأن تحذو حذونا"

فكرة "بيروت بقلب زحلة" تقوم إذاً في جوهرها على أن يتمّ تبنّي أحد الشوارع في بيروت لإعادة ترميمه بإسم زحلة، إلا أنّ المتطوّعين يسعون أيضاً الى نقل "العدوى" الى مختلف المناطق اللبنانية لتقوم بالمبادرة نفسها. وفي هذا الإطار تقول كريستيان: "تبنّينا شارعاً في منطقة الرميل قرب مستشفى الروم. وهو مؤلّف من خمسة أبنية تتضمن 75 شقّة. وقمنا بالتعاون مع المهندسين المنضوين في المبادرة بإجراء دراسة كاملة وتقييم كامل لوضع هذا الشارع. كما تواصلنا مع شركة هندسة اسمها "برودوس" ممثلة بالمهندسين بيتر جدعون وبول فياض، وهما من أبناء زحلة، حيث التزمنا معهما للمباشرة في تنفيذ الإصلاحات الهندسية المطلوبة على الأرض". وأشارت الى أنّ المرحلة الأولى ستشمل تسع شقق من الأكثر تضرراً، والتي يسكنها مسنّون، وستتمّ بعدها متابعة أعمال ترميم الشقق الـ66 الباقية.

وعن أسباب اختيار هذا الشارع بالذات، أوضحت كريستيان قائلة: "اخترنا هذه الفئة من الشوارع لأنّ الأبنية فيها ليست متضرّرة بشكل كامل، وبالتالي يمكننا أن نتولّى المشروع من دون أن نعرّض المتطوّعين لخطر انهيار المبنى على رؤوسهم".

وأضافت أنّ الأولوية في المرحلة الأولى من عملية الترميم هي لترميم الواجهات نظراً لاقتراب فصل الشتاء. أما المرحلة الثانية، فسيتمّ الإنتقال خلالها الى داخل الشقّة لتأمين الفرش والتجهيزات المنزلية. وصولاً الى المرحلة الثالثة من المشروع، التي سيعاد فيها ترميم مصدر رزق الأشخاص المتضرّرين، فإذا كان أحدهم يمتلك متجراً يعتاش منه في هذا الشارع، سيقوم المتطوّعون بإعادة ترميمه وتصليحه. وتابعت كريستيان: "نحن مستعدّون أيضاً لتقديم أي خدمة يحتاجها سكّان هذا الشارع لناحية تأمين الأدوية والإعاشات، أو حتى تأمين علاج نفسي للأطفال والترفيه أيضاً". هذا وشدّدت على أنّ مبادرة "بيروت بقلب زحلة" تتعاون مع شركة تدقيق مالي كي تكون كلّ الأمور واضحة وشفّافة بالنسبة للمتبرّعين من داخل لبنان ومن خارجه.


MISS 3