لطالما كان الدّوري الأميركي لكرة السّلة للمحترفين (NBA) منصّةً للاحتفاء بالمواهب العالميّة، مقدّماً لاعبين من خلفيّاتٍ وثقافاتٍ وجنسيّاتٍ متنوّعة. بدءاً من النّجم السّلوفيني لوكا دونتشيتش، إلى النّيجيري اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو، وصولاً إلى الصّربي نيكولا يوكيتش، الحائز على لقب أفضل لاعب في الموسم العادي (Regular Season)، يثبت الدّوري أنّ التّفوق الرّياضي لا يعترف بالحدود الجغرافيّة أو الثّقافية أو اللّغويّة.
ومع التّوسع المتزايد لحضور الـ NBA في منطقة الشّرق الأوسط، من خلال تنظيم مباريات تحضيريّة على مدار ثلاث سنوات في إمارة أبوظبي، أصبحت الأنظار تتّجه نحو اللّاعبين العرب، وفرصهم لتحقيق حلم الانضمام إلى هذا المشهد الرّياضي العالميّ المرموق.
رؤى ملهمة من أساطير الدّوري
في حديثٍ صحفيّ خاصّ، استعرض أساطير الدّوري الأميركي للمحترفين، إلى جانب المفوّض آدم سيلفر، رؤاهم حول الطّريق الّذي يجب أن يسلكه اللّاعبون العرب للوصول إلى أرقى منصّات كرة السّلة. قدّم كل منهم أفكاراً ملهمة تُشعل الأمل في نفوس المواهب العربيّة.
شدّد راي ألين، أسطورة كرة السّلة الأميركيّة والفائز بلقب الدّوري مرّتين والمصنّف ثالثاً في تاريخ الـ NBA من حيث عدد الرّميات الثّلاثيّة النّاجحة، على أهميّة الرّؤية الواضحة والتّواصل المباشر مع المواهب الشّابة، إذ قال: "إقامة مباريات تحضيريّة للـ NBA في أبوظبي تمثّل خطوةً مهمّةً نحو بناء مستقبلٍ مشرقٍ لكرة السّلة في المنطقة. رؤية الأطفال للاعبينا عن قرب تجعلهم يدركون أنّنا بشر مثلهم، وهذا يغرس فيهم بذرة الأمل والطّموح".
من جهته، عبّر كيني سميث، النّجم الأميركي السّابق والفائز ببطولة الـ NBA مرّتين، والّذي يُعدّ الآن من أبرز المعلّقين الرّياضيّين العالميّين، عن ثقته بأن نجاح اللّاعبين العرب في الـ NBA هو مسألة وقتٍ فقط. وأكّد على أهميّة التّدريب والاحتكاك مع أفضل اللّاعبين، وقال: "كما احتاج اللّاعبون الأوروبيّون إلى وقتٍ لإثبات أنفسهم في الدّوري، يمكن للعرب تحقيق الإنجاز ذاته. بفضل وجود مدرّبين متميّزين في أبوظبي وبرامج مثل دوري الـ NBA جونيور، تتاح للّاعبين هنا فرصة ذهبية للتّعلم من الأفضل. فالاحتكاك بالمستوى العالي يفتح الأبواب ويخلق الفرص المناسبة".
في سياقٍ موازٍ، شدّد غاري بايتون، عضو قاعة المشاهير وبطل سابق للدّوري، على أهميّة الالتزام والعمل الجادّ للوصول إلى القمّة، فصرّح قائلًا: "يجب على اللّاعبين إدراك حجم الجهد المطلوب للوصول إلى مستوى لاعبي الـ NBA ، فالتّواصل المباشر مع نجوم الدّوري يكشف لهم أهميّة التّفاني والعمل المستمرّ لتحقيق النّجاح".
أمّا المفوّض آدم سيلفر، فقد اعتبر أن إنشاء أكاديميّة نخبة في أبوظبي يمكن أن يكون نقطة تحوّل للرّياضيّين الشّباب في المنطقة، وأوضح قائلًا: "نطمح لإنشاء مركزٍ يجمع أفضل المواهب الشّابة من جميع أنحاء المنطقة، حيث يمكنهم التّدرّب والتّطور في بيئة تنافسيّة تساعدهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة".
الأمل يقترب
من خلال برامج مثل دوري الـ NBA جونيور، وإتاحة فرصة مشاهدة مباريات الدّوري مباشرة، يتمّ بناء أساس قويّ لدعم واحتضان المواهب العربيّة. وكما قال كيني سميث: "إنّها فقط مسألة وقتٍ قبل أن نشهد بصمة اللّاعبين العرب في الدّوري".
هذه التّصريحات الملهمة تجسّد الأمل في رؤية لاعبين عرب يحقّقون النّجاح في دوري الـ NBA في المستقبل. ومع الجهود المبذولة على أرض الواقع، أصبحت الفرصة أقرب من أي وقتٍ مضى. يبقى على اللّاعبين العرب اغتنام هذه الفرصة الذّهبية والعمل بجدّ وعزيمةٍ لتحقيق أحلامهم.