الياس دمّر

سعر بطاقة السّينما في لبنان من الأدنى عالمياً

كيف أصبحت صالات السّينما اللّبنانيّة الأولى عربيّاً؟

سنة 2019 كانت الأخيرة في استقبال ملايين مُشاهدي السينما

أصاب صالات السّينما العالميّة العديد من الانتكاسات خلال السّنوات الخَمس الأخيرة، من جائحة "كوفيد" التي ألقت بحملٍ ثقيل لأكثر من سنتين بين إقفالٍ تامّ للصّالات ومن ثمَّ فتح جزئي مُرافق بشروط التّباعد الاجتماعي بين المُشاهدين، وصولاً إلى إضرابَي الكُتَّاب والمُمثّلين في مُنتصف سنة 2023، ما تسبّب في تأجيل إصدار مئات الأفلام وإنتاجها!


أما في وطننا، كالعادة، لم تكفِنا المصائب العالميّة، فأضيف إليها الانهيار الاقتصادي وتدهور اللّيرة وانفجار 4 آب لزيادة الطّين بلّة، ما أدّى إلى تباطؤ حركة رُوّاد السينما وإلى شلِّها أحياناً بالكامل، كما حصل خلال العُدوان الإسرائيلي الأخير. وبعد إقفال عشرات الصالات أبوابها منذ عام 2020 حتّى أواخر السَّنة الماضية، كافحت وجاهدت دُور السّينما اللّبنانيّة المُتبقّيَة بين تخفيض عدد الموظّفين من جهة، والحفاظ على مُعَدَّلٍ مقبول لأسعار البطاقات من جهةٍ أخرى.


عقد إلى الوراء

وفي استعادة لـ "أيّام العزّ" الحديثة، سنعود بالزمن عشرة أعوامٍ فقط. حينذاك كانت صالات السّينما مَقصداً لملايين المُشاهدين المُتلهّفين لمُتابعة أحدث الإصدارات العالميّة وبعض الإنتاجات المحليّة الجماهيريّة.

ننطلق من عام 2015 حين بلغ العدد الإجمالي السّنوي 3,857,221 مُشاهداً، لينخفض قليلاً بعدها، قبل أن يتفوَّق عام 2017 بعدد مُشاهدين قياسيّ بلغ 3,866,394 إلى أن انحدرت الأرقام تحت عتبة الثلاثة ملايين مُشاهد مع بداية "الثورة" حيث حقّق عام 2019 عدد مُشاهدين بلغ 2,706,945. وكانت تلك السّنة الأخيرة صاحبة ملايين المُشاهدين، إلى أن "مَليَنت" أخيراً الصّالات مُجدّداً سنة 2023 بإجمالي 1,252,699 مُشاهداً.


خبر لبناني مفرح

نَصِل إلى نهاية سنة 2024، والتي حَمَلَت أيضاً خبراً مُفرحاً وجديداً لصالات السّينما اللّبنانيّة. فعلى الرُّغمِ من تراجع عدد المُشاهدين إلى 957,855 كمُحصّلة سنويّة إجماليّة، خاصّةً بعد إقفال العديد من دور السّينما من جرّاء القصف المُتواصل وإلغاء عروض بعضها الآخر بسبب الإقفال الباكر للمراكز التجاريّة، انتصرت صالات السّينما بتحقيقها أكبر نسبة نموّ بمُعدَّل 28.29% من ناحية العائدات السّنويّة مُقارنةً بكل الدول العربيّة المُحيطة! وفي التّفاصيل، تراجعت عائدات الصالات في كُل دول الخليج (باستثناء الإمارات العربيّة المُتّحدة مع نموّ طفيف بنسبة 0.08%) ولحق التّراجع بالأردن والعراق. أمّا مصر، فحلَّت ثانية بتحقيقها نموّاً مُتواضعاً بنسبة 4.65%. تجدُر الإشارة إلى أنَّ مُعدَّل سعر بطاقة السّينما في لبنان هو من الأدنى عربيّاً وحتّى عالميّاً، إذ يبلغ تقريباً 6.35 دولارات، مع احتفاظ مصر بسعر البطاقة الأدنى عربيّاً بمُعدَّل 3.09 دولارات.