كندا وغرينلاند وبنما والمكسيك في مرمى الرئيس المُنتخب

تهديدات ترامب تثير موجة تنديدات دولية

ترامب يضغط دبلوماسياً قبل توليته رئيساً (رويترز)

أثار الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب الثلثاء بعدم استبعاده استخدام بلاده القوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما وغرينلاند، وطرحه فكرة ضمّ كندا إلى الولايات المتحدة وتغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا"، موجة من ردود الفعل المندّدة من البلاد الأربعة المعنيّة مباشرة، بالإضافة إلى فرنسا وألمانيا. وبينما يرى مراقبون أن ترامب يسعى من خلال تصريحاته النارية إلى تحسين الشروط التفاوضية لإدارته المقبلة على الساحة الدولية، يعتبر آخرون أنه قد يُنفّذ تهديداته فعلياً في حال لم يحصل على ما يُرضيه دبلوماسياً.


في السياق، جدّدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن الثلثاء التأكيد أن جزيرة غرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي لكنها تخضع لسيادة الدنمارك، "ليست للبيع ولن تكون كذلك في المستقبل أيضاً"، لافتة إلى أنها حريصة على التعاون مع واشنطن في القطب الشمالي.


وفي محاولة لخفض التصعيد، أشار وزير خارجية الدنمارك لارس لوك راسموسن أمس إلى أنه "لا نرى ذلك كأزمة سياسية خارجية"، موضحاً أن المخاوف الأمنية الأميركية في القطب الشمالي مشروعة، في ظلّ النشاط الروسي والصيني في المنطقة، فيما أجرى زعيم غرينلاند محادثات مع ملك الدنمارك في كوبنهاغن بعد تصريحات ترامب.


وكان ترامب قد وعد بجعل غرينلاند، التي تتمتع بموقع استراتيجي في أميركا الشمالية والغنية بالموارد الطبيعية، "عظيمة مرّة أخرى"، مشيراً إلى أنه "سيستفيد الناس بشكل كبير إذا أصبحت غرينلاند جزءاً من أمتنا"، في حين رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية للسيطرة على أكبر جزيرة في العالم.


تعليقاً على ذلك، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس من أن الاتحاد الأوروبي "لن يسمح لدول أخرى في العالم بمهاجمة حدوده السيادية، أيّاً كانت تلك الدول، إذ نحن قارة قوية"، لكنه لفت إلى أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستغزو غرينلاند، في وقت ذكرت فيه برلين أنه "كما هو الحال دائماً، فإنّ المبدأ النبيل لميثاق الأمم المتحدة واتفاقات هلسنكي ينطبق هنا، وهو عدم جواز تعديل الحدود بالقوة".


في الغضون، أكد رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو الثلثاء أن أوتاوا "لن تنحني" أمام دعوة ترامب إلى ضمّ بلاده إلى الولايات المتحدة، معتبراً أنه "لا يوجد أي احتمال على الإطلاق في أن تصبح كندا جزءاً من الولايات المتحدة". وكان ترامب قد توعّد باستخدام "القوّة الاقتصادية" لضمّ كندا، لافتاً إلى أن الحدود بين البلدَين "مصطنعة".


إلى ذلك، أكد وزير الخارجية البنمي خافيير مارتينيز آشا الثلثاء أن سيادة بلاده "ليست قابلة للتفاوض وهي جزء من تاريخنا النضالي وقد أعيدت إلى غير رجعة"، ردّاً على تهديدات ترامب بإعادة السيادة على قناة بنما إلى بلاده احتجاجاً على الرسوم المرتفعة المفروضة على السفن التي تمرّ عبر القناة، حيث أكد ترامب أنه "نحتاج إلى القناة من أجل الأمن الاقتصادي"، محذراً من أنه "لن أعلن التزامي بعدم القيام بتحرّك عسكري".


كذلك، شدّدت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم على أن اسم "خليج المكسيك" معترف به دولياً، ردّاً على تصريحات ترامب حول نيّة إدارته المقبلة بتغيير اسم المسطح المائي إلى "خليج أميركا". وعرضت خلال مؤتمر صحافي خريطة توضح المساحة السابقة للمكسيك التي كانت تشمل أراضيَ أصبحت الآن جزءاً من الولايات المتحدة، قائلة بتهكّم: "أميركا المكسيكية، هذا ظريف على ما يبدو".