جورج الهاني

سيلٌ من برقيات التعزية وشهاداتٌ من المقرّبين إليه

الوسط الرياضي اللبناني وعائلة كرة القدم ودّعا عطوي

19 أيلول 2020

02 : 01

عمّ الحزن الوسط الرياضي بعد إعلان نبأ وفاة لاعب كرة القدم محمد عطوي صباح أمس في مستشفى المقاصد، الذي نُقل إليه في 21 آب الفائت مصاباً برصاصة طائشة في رأسه، حيث رقدَ في حالة حرجة جداً في غرفة العناية المركزة الى أن استسلم لقدره وخضع لمشيئة ربّه، بعدما عجز الأطبّاء عن إزالة الرصاصة خوفاً من نزيف دمويّ حاد كان سيودي بحياته.

ما أن انتشر الخبر الأليم، حتى قصد المستشفى جمعٌ من ذويه وأصدقائه وزملائه الرياضيين، وبعدما تمّ الإنتهاء من كافة الأوراق والإجراءات الرسمية، نُقل جثمان عطوي الى بلدته حاروف في النبطية حيث جرت مراسم التشييع عند الخامسة عصراً بحضور فاعليات رسمية ورياضية وحشد شعبيّ وسط أجواء من الأسى والغضب الشديدَين.

وقبل نقله، لوحظ وجود عناصر من المباحث الجنائية والأدلة الشرعية في المستشفى عملت على أخذ عينات من رأس عطوي لتحديد نوع الرصاصة، وجرى التواصل مع المدّعي العام القضائي في هذا الشأن، كما حضر الطبيب الشرعي ووكيل اللاعب المحامي حسن بزي للإشراف على التحقيقات.

وفور شيوع النبأ إنهالت برقيات التعزية، أبرزها من رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم النائب الأول لرئيس الإتحاد الدولي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الذي قال: "إنّ وفاة عطوي خبرٌ محزن، ليس لمحبّيه فقط، وإنما لعموم الأسرة الكروية في قارة آسيا، ولقد ترك الراحل بصمات متميّزة على ساحة الكرة اللبنانية، وحقق نجاحات لافتة مع نادي الأنصار، ونجح بتمثيل منتخب بلاده بكفاءة وإقتدار في العديد من المناسبات".

لسوق المعتدين الى العدالة

بدوره نعى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر "اللاعب الخلوق" عطوي ودانَ بشدّة "ظاهرة السلاح المتفلت". وتابع: "ندعو السلطات المختصّة الى محاسبة قاتلي هذه الروح البريئة، وهذا الأمر سيكون متابعاً من قبلنا كاتحاد، فضلاً عن وقوفنا الى جانب عائلة عطوي"، آملاً في أن تشكل هذه الفاجعة حافزاً للجميع من أجل التمسّك بالاخلاق والممارسات الحضارية والسعي لنشر الروح الرياضية من خلال الملاعب، لا سيما في جيل الشباب عوضاً عن إستخدام السلاح بشكل غير مسؤول".

كما نعى عطوي عددٌ كبيرٌ من الإتحادات والأندية والجمعيات الرياضية والعاملين في الوسط الرياضي الذين دعوا الى إلقاء القبض على مطلقي النار وسوقهم الى العدالة، في حين توجّه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عبر حسابه العربي على تويتر بـ "خالص التعازي لعائلة كرة القدم اللبنانية برحيل عطوي"، مرفقاً المنشور بصورة للاعب.

من جهته، غرّد الرئيس سعد الحريري عبر "تويتر" قائلاً: "محزن جداً ان يرحل لاعب الأنصار محمد عطوي بعد معاناة من رصاصة طائشة في زمن الطيش الذي يلفّ لبنان، أحرّ التعازي لعائلته ولنادي الانصار الذي عرفه قائداً مميزاً وخلوقاً في الملاعب".





شهيّب: دفعَ ثمن الجهل

أمين سرّ نادي الإخاء الأهلي عاليه وعضو اللجنة التنفيذية في الإتحاد اللبناني لكرة القدم وائل شهيّب أكد لصحيفتنا أنّ رحيل اللاعب محمد عطوي هو خسارة كبيرة وحقيقية لكلّ الرياضيين في لبنان، فهو شاب رياضيّ آدمي وخلوق، وللأسف فقد دفع ثمن الجهل وقلة الإدراك والمسؤولية وعدم الوعي عند فئة من اللبنانيين، وما الحزنُ والأسى اللذان لفّا لبنان إثر شيوع نبأ وفاة عطوي سوى دليل ساطع، على أنّ كرة القدم هي رياضة جامعة وعابرة للطوائف والمناطق ومفعمة بالمحبة والمشاعر الإنسانية والوطنية. أضاف: "نحن في نادي الإخاء خسرنا فرداً عزيزاً من أسرتنا أعطى من كلّ قلبه لمصلحة الفريق لمدّة ثلاث سنوات، وفي هذه المناسبة الحزينة آمل من اللبنانيين الإقلاع عن هذه العادة القذرة المتمثّلة بإطلاق النار العشوائيّ الذي يقضي على خيرة شبابنا ورياضيينا، وأدعو الى محاسبة المسؤولين عن هذه التصرّفات الشاذة".

سنتينا: كان مرحاً

من جهته، كشفَ اللاعب الدولي السابق وحارس مرمى التضامن صور محمد سنتينا المفجوع بخسارة زميله في الفريق، أنه تمرّن الى جانب عطوي قبل يوم واحد من إصابته، وكان مرحاً الى أقصى الحدود. أضاف لصحيفتنا: "تخلل التمارين جوّ من المزاح والضحك، وكان كلما سجّل عطوي هدفاً في مرماي يركض نحوي "مزرّكا"، وقد أحرز يومها ثلاثة أهداف فيما تمكنتُ من صدّ اكثر من كرة له، كان التحدي قائماً بيني وبينه في أكثر من تمرينة سابقة مع أندية اخرى جمعتنا في الماضي، وللأسف كان سينضمّ الى صفوف التضامن رسمياً بعد أيام قليلة، ولكن وقعت الحادثة المشؤومة". وواصل: "لعبتُ الى جانبه مع فريق أولمبيك بيروت، كما تربطني به علاقة صداقة قديمة ومتينة، وهو من الأشخاص المحبوبين والمتواضعين والمسالمين في الوسط الكرويّ".

وعطوي من مواليد الأول من تشرين الأول 1987، شغل مركز خط الوسط ودافع عن ألوان العديد من الأندية اللبنانية، أبرزها أولمبيك بيروت (طرابلس حالياً)، التضامن صور والأنصار بين 2008 و2018 حيث توّج معه بثلاثة ألقاب في مسابقة كأس لبنان الى لقب في "الكأس السوبر"، والإخاء الأهلي عاليه، كما مثل منتخب لبنان في ثلاث مباريات.


MISS 3