غايال خوري

"هادي حبيب" نجم لبناني يضيء سماء الغراند سلام ويعيد الأمل للشّباب

هادي حبيب يصنع التاريخ

في إنجازٍ غير مسبوق على صعيد الرّياضة اللّبنانيّة، نجح الشّاب اللّبنانيّ هادي حبيب، البالغ من العمر 26 عاماً، في أن يصبح أوّل لاعب لبنانيّ يتأهّل إلى بطولة الغراند سلام حيث تأهّل لبطولة أستراليا المفتوحة للتّنس، في العصر المفتوح (Open Era).

يمثّل هذا الإنجاز التّاريخيّ رمزاً للصّمود اللّبنانيّ وروح الإصرار، ويفتح آفاقاً جديدة للشّباب الموهوبين الّذين يطمحون لتحقيق أحلامهم رغم التّحدّيات.



وفي مقابلةٍ حصريّةٍ مع الإعلاميّة غايال خوري، عبّر حبيب عن فرحته قائلاً: "أنا سعيدٌ للغاية ومتحمّس وأشعر بأحاسيس مختلطة. لقد كانت ثلاثة أيامٍ مذهلة، والتّأهل للقرعة الرّئيسيّة هو أكبر إنجازٍ في مسيرتي. أشعر بالفخر والاعتزاز".



ويؤكّد حبيب أنّ هذا الإنجاز يمثّل خطوةً كبيرةً للرّياضة اللّبنانيّة، خصوصاً في لعبة التّنس الّتي تعاني من نقص الدّعم والموارد. وأضاف: "أعتقد أنّ ما حقّقته يمثّل نقطة تحوّلٍ كبيرة، خاصّة في رياضة التّنس، وآمل أن يلهم الأطفال والشّباب لمتابعة شغفهم في الرّياضة، وأن يكون لهذا النّجاح تأثير إيجابي على الجيل المقبل".



لم يكن الطّريق لتحقيق هذا الإنجاز سهلاً، إذ تحدّث حبيب عن التّحديات الّتي واجهها في بداية مسيرته، وقال: "أكبر التّحديات كان في أوّل سنتين من السّفر والتّدريب. لم يكن لديّ الموارد الكافية أو الفريق الّذي يدعمني، ما اضطرّني إلى إيجاد طريقي بنفسي، لكن في النّهاية، تمكّنت من بناء الفريق المناسب، لا سيّما مع مدرّبي في الأرجنتين".


وعن تمثيله "لبنان" في المحافل الدّوليّة، قال حبيب: "تمثيل لبنان مصدر فخر ومسؤوليّة. ما نمرّ به كشعب يحثّني على أن أقدّم شيئاً إيجابيّاً، رغم كلّ الظّروف الصّعبة الّتي نعيشها، اللّبنانيّون يجدون دائماً طريقاً للعودة. أشعر أنني أجسّد هذه الرّوح في التّنس - التّغلب على التّحديات والسّعي لتحقيق النّجاح".


أمّا عن استعداداته لبطولة أستراليا المفتوحة، فقد أوضح حبيب: "لم أقم بأيّ تغييرات جذريّة في تدريباتي. وصلنا إلى أستراليا مبكراً للتّأقلم مع الظّروف المناخيّة، وهذا كان مفيداً جداً. أواصل الحفاظ على لياقتي وأعمل بشكلٍ مكثّف مع مدرّبي للتّحضير للمباريات المقبلة".


وفي رسالةٍ ملهمةٍ وجّهها للرّياضيّين الشّباب في لبنان، قال: "إحلموا أحلاماً كبيرة، ولا تدعوا الظّروف تقيّدكم. إذا أردتم شيئاً بشدّة وبذلتم جهدكم لتحقيقه، فستجدون طريقكم إلى النّجاح".


وعندما سُئل عن لاعب التّنس المفضّل لديه، أبدى حبيب إعجابه الكبير بروجيه فيدرير قائلاً: "أسلوب لعبه لطالما ألهمني. يجعل التّنس يبدو سهلًا، والطّريقة الّتي يتحرّك بها في الملعب مذهلة. فيدرير كان وسيبقى دائماً لاعبي المفضّل".


إنّ إنجاز هادي حبيب ليس مجرّد نجاح فرديّ، بل هو إنجاز يحمل رسالة أملٍ للشّباب اللّبناني، ليؤكّد أنّ الأحلام الكبيرة يمكن تحقيقها بالإصرار والعمل الجادّ.


ومن المنتظر أن تُجرى قرعة بطولة أستراليا المفتوحة يوم الأحد 12 كانون الثاني، حيث يترقّب عشّاق التّنس أولى مباريات حبيب في البطولة بفارغ الصّبر.