تفاؤل لوقف النار في غزة بعد "رسالة إيجابية" من "حماس"

الحوثيون يتلقون ضربات "ثلاثية" موجعة

خلال تظاهرة حوثية في صنعاء أمس (رويترز)

تلقت ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران ضربات جوية كثيفة وقاسية أمس من قِبل إسرائيل، بالتوازي مع ضربات وجّهتها أيضاً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ما يشي بأن القوى الغربية وإسرائيل مصمّمة على نقل المواجهة ضدّ الحوثيين إلى "مستوى آخر" في المرحلة المقبلة، في استمرار لسياسة إعطاب الأذرع الإيرانية في المنطقة وإخراجها من الخدمة. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف عدة أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، منها محطة كهرباء حزيز في صنعاء، إضافة إلى "البنية العسكرية" في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، بينما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن 12 غارة أميركية - بريطانية استهدفت مديرية حرف سفيان في محافظة عمران في شمال صنعاء.


وفي التفاصيل، استهدفت أكثر من 30 غارة إسرائيلية وأميركية - بريطانية مواقع عسكرية للحوثيين في مناطق متفرّقة. وتركزت الغارات على ميناء الحديدة في محيط ميدان السبعين و"معسكر 48" وجبل عطان ومعسكر الحفاء ومحطة الكهرباء في العاصمة صنعاء، ومخازن أسلحة وأنفاق تحتوي على منصات إطلاق صواريخ ومسيّرات في منطقة حرف سفيان بين محافظتي عمران وصعدة في أقصى شمال اليمن. كما استهدفت عدة غارات ميناءي الحديدة ورأس عيسى على الساحل الغربي لليمن. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إن الهجمات على اليمن "لم تكن عملية أميركية - بريطانية - إسرائيلية مشتركة"، لكن جرى تنسيقها تكتيكياً لتجنب المواجهة.


بدورها، أفادت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري بأنها تلقت تقارير عن غارات جوية على ميناء رأس عيسى الذي يعتبر ميناء تصدير النفط الرئيسي في اليمن، مشيرة إلى استهداف إسرائيل منشآت تخزين النفط في محيط أرصفة الشحن في ميناء رأس عيسى.


وبعد الضربات، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الحوثيين "يدفعون وسيواصلون دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا"، معتبراً أن الحوثيين هم "وكلاء لإيران ويخدمون الأهداف الإرهابية للمحور الإيراني"، وتالياً هم يُشكّلون خطراً على إسرائيل والمنطقة، وفق نتنياهو، فيما أوضح الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات تأتي "في ضوء الهجمات المتكرّرة من قِبل الحوثيين ضدّ إسرائيل ومواطنيها وضدّ البنى التحتية المدنية في إسرائيل". وتحدّثت تقارير إسرائيلية عن مشاركة أكثر من 20 مقاتلة ألقت 50 قنبلة خلال الهجوم.


في المقابل، زعمت ميليشيا الحوثي بأنها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" وعدداً من القطع الحربية التابعة لها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة خلال اليومَين الماضيَين، مدعية أن عملية الاستهداف "نجحت في إفشال هجوم جوّي جديد ضدّ بلادنا انطلاقاً من تلك الحاملة التي أُجبرتْ مع القطع الحربية التابعة لها على مغادرة منطقة شمال البحر الأحمر". كما أعلنت قصف مواقع في تل أبيب بثلاث طائرات مسيّرة "تمكّنت من الوصول إلى أهدافها بنجاح".


وفي وقت تتواصل فيه مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة، رأى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز أنه لا تزال هناك فرصة لإبرام اتفاق لوقف النار بين إسرائيل و"حماس" في القطاع، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستعمل حتى يوم تولية الرئيس المُنتخب دونالد ترامب لإبرام الاتفاق. وأكد أن المفاوضات جادة وهناك إمكانية إنجاز اتفاق خلال أسابيع، لافتاً إلى أن التنسيق مع إدارة ترامب المقبلة جيّد.


وبينما أفادت وكالة "رويترز" بأن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة، كشف موقع "أكسيوس" أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي بحث مع مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب المقبلة مايك والتز المفاوضات في شأن غزة.


في السياق، نقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن مصادر قولها إن المؤسّستين الأمنية والعسكرية متفائلتان في شأن احتمال التوصل إلى صفقة تبادل بين إسرائيل و"حماس"، فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن قطر نقلت رسالة إيجابية من "حماس" إلى إسرائيل، وتتعلّق بلائحة الرهائن ونقاط الخلاف الأخرى بين الجانبَين.


ونقلت الهيئة عن مصادر أجنبية أن إسرائيل و"حماس" توصّلتا إلى اتفاق أوّلي لإجراء مفاوضات في شأن المرحلة الثانية بالتزامن مع تنفيذ المرحلة الأولى، كما ناقش الطرفان إمكانية وقف دائم لإطلاق النار بهدف خلق الاستمرارية بين كافة مراحل الاتفاق والوصول إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.

وأشارت الهيئة إلى أن نتنياهو عقد اجتماعاً عاجلاً مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وفريق المفاوضات إثر الرسالة الإيجابية من "حماس".