مايكل جاكسون كان لديه حلم. أن يعيش لمدة 150 عاماً.
"قتل حاله" من أجل تحقيق حلمه هذا، واستطاع بأمواله الطائلة أن يوظّف "دزينة" أطباء في قصره، مهمتهم مراقبة حالته الصحية والنفسية وحتى التنفّسية، يومياً، 24/7، من مأكل ومشرب يتمّ اختبارهما في المختبر قبل كل وجبة، ورياضة ودخول إلى الحمام وإلخ إلخ إلخ... حتى أحلامه الليلية كانت مراقبة، فرغم أنّ سريره كان مصنوعاً بتكنولوجيا معيّنة لتنظيم مستوى الأوكسيجين أثناء النوم، كان مايكل يحتاط من الكوابيس التي قد تسبّب له (لا قدّر الله) ارتفاعاً في ضغط الدم مثلاً.
أيضاً استطاع جاكسون بنفوذه وماله أن يوفّر جهات مانحة للأعضاء البشرية، مهمّتها التبرّع له وعلى الفور بأعضائها عند الحاجة، وتم الاهتمام بهذه الجهات المانحة على أعلى مستوى، من إغداق أموال طائلة لها ولعائلاتها.
ولكن رغم كلّ هذه التدابير الخارقة لتمكين مايكل جاكسون من العيش حتى 150 سنة، توفّى ملك البوب سنة 2009 عن عمر ناهز 50 سنة فقط لا غير.
هذا في أميركا، أما في لبنان، فلدينا نجوم من نوع آخر واختصاص آخر، جعلونا نرى "نجوم الظهر"، وتمكّنوا من جمع ثروات لا تأكلها نيران كافة الحروب التي فتكت بلبنان. النجوم اللبنانيون وعلى عكس جاكسون، تخطّوا كلّهم عمر الـ 50 عاماً، ورغم أنهم مصابون ومنذ سنوات طوال بأمراض عضالية لا تمهل المصاب بها أشهراً على أبعد تقدير، استطاعوا وعلى مدى سنوات وسنوات أن يتحدّوا الموت وينتصروا (انتصارات حقيقية) عليه. هم أيضاً أحاطوا أنفسهم بطواقم طبيّة خارقة، مهمّتها رعايتهم، و "صبّ رصاصة" لهم، و "رقيتهم" من العين والحسد ودعوات الشعب الحاقد، والتبخير لهم ليل نهار، وتكرير دمهم الذي اعتادوا امتصاصه من الشعب اللبناني. كما نجحوا أيضاً في توفير جهات مانحة للأعضاء البشرية لهم. جهات مصابة بجرثومة النجم، تفديهم "بالروح، وبالدم" اللذين يرخصان أمام "صرمايتهم".
ويبدو أنّ هذه التدابير الخارقة، مكّنت "نجوم الظهر" في لبنان من العيش طويلاً وعدم مفارقتنا بريحة طيّبة، رغم أنّ المؤشرات الطبية والكونية والعدلية والتاريخية تؤكّد استحالة ذلك.
ما العبرة من قصة النجم الاميركي والنجوم اللبنانيين؟… العبرة هي "يلعن حظّنا عاللبناني وعالأميركي"، إلا إذا… حان أخيراً زمن المعجزات، فيقدّم لنا اللّه يد العون، وجعلهم يرحلون بسلام، لنغنّي لهم مع مايكل جاكسون بأعلى الصوت:
Don’t wanna see your face, you better disappear"
"So beat It, just beat It
