أكد قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في دمشق أمس، أن سوريا ملتزمة باتفاق عام 1974 مع إسرائيل، داعياً إلى إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التقدم الإسرائيلي الأخير في المنطقة العازلة، فيما كان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد شدّد على أن سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي دولة، بما فيها إسرائيل، على أن تحترم الأخيرة أمن سوريا وسيادتها.
وفي هذا الإطار، أشار الشرع إلى أن سوريا جاهزة لاستقبال القوات الأممية وفقاً لاتفاق عام 1974 وحمايتها، موضحاً أن "الإسرائيليين تذرعوا سابقاً بوجود "حزب الله" لاستهداف سوريا، لكن بعد زوال هذا الخطر، كان عليهم احترام سيادة سوريا، خصوصاً بعدما صرّحنا مراراً بأن سوريا لن تشكّل تهديداً لأي دولة، بما فيها إسرائيل". وذكر أن قطر ستعمل مع الدول الغربية ودول المنطقة على الضغط على إسرائيل لانسحابها من سوريا.
من جهته، اعتبر عبد الرحمن أن "استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المناطق العازلة تصرّف أرعن ومُدان ويجب عليهم الانسحاب فوراً". وأشار إلى أن الدوحة ستتعاون مع الإدارة السورية الجديدة من أجل رفع العقوبات المفروضة على دمشق، مشيداً بـ"محافظة الإدارة الجديدة على سلامة المدنيين واستقرار مؤسسات الدولة واستمرار الخدمات العامة". وتعهد بتقديم قطر الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل البنى التحتية في سوريا وتقديم الدعم لقطاع الكهرباء وتزويد الطاقة بقوة 200 ميغاوات ورفعها تدريجياً لـ10 مناطق سورية.
وبعد نحو 13 عاماً من تعليقها أنشطتها الدبلوماسية في سوريا، رفعت إسبانيا علمها فوق مقرّ سفارتها في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الذي زار سوريا، حيث التقى الشرع. وشدّد على أن بلاده تدعم سوريا، لكنه أشار إلى "خطوط حمراء"، مثل احترام حقوق المرأة والأقليات العرقية والدينية.
إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الياباني أندو توشيهيدي خلال لقاء جمعه في دمشق بالشيباني، حرص بلاده على المشاركة في المؤتمرات الدولية الداعمة لسوريا، في حين دعا الشيباني إلى "تعزيز العلاقات مع اليابان وتبادل الخبرات، بما يخدم الشعب السوري".
في الموازاة، كشف قصر الإليزيه إثر اتصال هاتفي بين الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن فرنسا تعتزم عقد مؤتمر في شأن سوريا في باريس في 13 شباط المقبل، مشيراً إلى أن الزعيمَين "كرّرا التزامهما بدعم الانتقال السياسي العادل والشامل والذي يحترم حقوق جميع السوريين".
في الغضون، دعا منسّق الحكومة الألمانية لشؤون سوريا توبياس ليندنر، روسيا، إلى إغلاق قواعدها العسكرية في سوريا وسحب جنودها من البلاد، مشيراً إلى أن "الروس موجودون في سوريا للعمل في البحر المتوسط وليبيا وأفريقيا".
إقليمياً، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن قلق بلاده من تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، لافتاً إلى أن بغداد تريد عملية سياسية شاملة هناك. وكان لافتاً كشفه أن الدولة العراقية تحاول إقناع فصائل عراقية مسلّحة بالتخلّي عن سلاحها أو الإنضمام إلى قوات الأمن الرسمية، مشدّداً على أن "وجود أسلحة خارج سيطرة الدولة العراقية أمر غير مقبول".