تتجه الأنظار إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وسط مخاوف من فشلها وتجدد العنف في قطاع غزة. وتأتي هذه الصفقة في ظل ضغوط دولية وإقليمية، وسط مخاوف من استغلال الطرفين السياسي للاتفاق لتحقيق مكاسب خاصة.
حصلت الحكومة الإسرائيلية المصغرة على ضوء أخضر للمضي في صفقة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وسط ترقب كبير لمراحلها المستقبلية.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأعضاء المجلس الوزاري على أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيسين الحالي جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب، وافقت على استئناف إسرائيل العمليات العسكرية في حال فشل المرحلة الثانية من الاتفاق.
ولفت الوزير والنائب السابق عن حزب الليكود، أيوب قرا، في تصريحات خاصة للتاسعة، إلى أن "الصفقة جاءت نتيجة توازنات وضغوط دولية وإقليمية"، معتبراً أن موافقة ترامب على الاتفاق ليست إلزاماً لإسرائيل بقدر ما هي محاولة لإيجاد حلول للأزمة.
وعبّر قرا عن قلقه قائلاً: "هناك احتمالات كبيرة أن تطغى المصالح الشخصية والسياسية لكل من نتنياهو وحماس على تنفيذ الاتفاق بالكامل، مما يعيد الأطراف إلى نقطة الصراع".
"رغم التباين الواضح في الأيديولوجيات، يرى محللون أن كلاً من حماس ونتنياهو يسعيان لتحقيق مكاسب سياسية شخصية من هذه الصفقة. فحماس تطمح لكسب الوقت لتعزيز قدراتها، بينما يسعى نتنياهو لتعطيل الصفقة أو كسب المزيد من الوقت سياسياً.
أبدى ترامب موقفاً داعماً للصفقة ولكن بشروط صارمة، قائلاً إنه "لن يسمح بعودة الإرهاب إلى قطاع غزة". وأوضح قرا أن "ترامب كان دوماً أكثر حرصاً على مستقبل إسرائيل حتى من بعض قادتها الحاليين"، مشيراً إلى جلسات شخصية جمعتهما سابقاً.
وتواجه إسرائيل تحديات ميدانية كبيرة في قطاع غزة، إذ تلفت تقارير إلى رفض بعض الجنود الإسرائيليين مواصلة القتال بسبب صدمات نفسية، فيما تزداد المخاوف من تجدد النزاع إذا انهارت الصفقة. كما يبرز تساؤل حول مدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات لتحقيق هدنة مستدامة في ظل وجود حماس.
في ختام حديثه، شدد أيوب قرا على أن تحقيق الاستقرار في غزة مرهون بإيجاد قيادة جديدة قادرة على التفاهم مع إسرائيل، قائلاً: "بقاء حماس يعني استحالة الوصول إلى حل الدولتين أو أي تسوية دائمة".
ويبقى تنفيذ الصفقة بالكامل محور الاختبار الحقيقي، مع تحديات سياسية وأمنية كبيرة تواجه الأطراف المعنية، وسط ضغوط إقليمية ودولية لإحراز تقدم نحو حل أوسع للصراع.