لماكرون في بيروت قبلة وقسوة
تصدّرت قبلة مواطن لبناني على خدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "التراند" اللبناني يوم الجمعة الماضي ووصلت أصداؤها إلى فرنسا، لتلقى تفاعلاً واسعاً بين روّاد مواقع التواصل الفرنسيين.
ماكرون، أول رئيس دولة يزور لبنان بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، جال في شوارع الجمّيزة سيراً على الأقدام. كان في استقباله مواطنون و "ضيافة لبنانية"، ليقرّر "شيف" مطعم "Le Chef" الشهير إحاطته بذراعيه دون تكلّف وطبع قبلة على وجنته. فانطلقت موجة من النكات على مواقع التواصل مثل "أنا بس ما يكون بدي إنطر خمس سنين للجنسية".
اللافت أنّ موقع "Brut" الفرنسي، كان أوّل من نشر فيديو "قبلة الشيف" على "إنستغرام"، فتفاعل معها روّاد التواصل الاجتماعي في فرنسا، حيث علّقت إحداهنّ متسائلة عن "البروتوكول الرسمي" وما إذا كان "من المقبول تقبيل الرئيس بهذه الطريقة".
التعليقات السياسية، في المقابل، بدت أكثر قساوة. بعض روّاد التواصل في لبنان استحضروا انفجار 4 آب 2020 في تعليقاتهم، معيدين التذكير بزيارة ماكرون عقب الانفجار مباشرة، والتي سعى عبرها إلى حماية "حزب اللّه" والمنظومة الحاكمة، بحسب تعليقاتهم.
فيما علّق أحدهم قائلاً "لو جبت معك صور الأقمار الاصطناعية وسلّمتها لرئيس الجمهورية كان أحسن من مسرحية الجمّيزة".
أما جمهور "حزب الله" الافتراضي، فسأل عن السبب الذي يُستثنى من أجله الجنوب والضاحية من الزيارة باعتبار أنها مناطق متضرّرة بفعل القصف الإسرائيلي. فيما قال آخر بتهكّم "عند الآغا بالضاحية كمان في شاورما".
ولم يمرّ "الاحتفاء الحار" بماكرون مرور الكرام، بل أخذ بدوره حيّزاً من الانتقادات، حيث رأى لبنانيون أنه نوع من التبعية، بينما قارنه مواطنو ماكرون بما يحدث له خلال جولاته في بلدهم وكيف يتمّ صفعه، ليطلب آخرون أن يحتفظ به اللبنانيون.
اللافت أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر على صفحته عبر منصة "إكس" فيديو لجولته في شارع الجمّيزة التاريخي، ونال حصّة كبيرة من التعليقات السياسية غير الإيجابية من اللبنانيين، تُلخّص بما ذكر سابقاً.
تصريح التصاريح
شكّل تكليف نواف سلام لتشكيل الحكومة، مفاجأة لكلّ اللبنانيين، غير أنه أحدث صدمة مدوّية لفريق الممانعة، لا سيّما "حزب الله".
لكن تصريح رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة"، محمد رعد، بُعيد الاستشارات النيابية الملزمة، أصبح محط اهتمام واسع، وتحوّلت المصطلحات التي استخدمها مثل "التفريق"، "الشرذمة"، "الإلغاء والإقصاء"، فضلاً عن "العيش المشترك"، إلى مادة دسمة للسجالات التي تداخلت بشكل جعل من الصعب حصرها. ونشط وسم #لا_شرعية_بلا_ميثاقية، مترافقاً مع حملة ممنهجة رداً على ما اعتُبر إقصاء لـ "المقاومة".
حسابات الموالين لـ "حزب الله" من إعلاميين وناشطين بارزين على مواقع التواصل، لم تهدأ بدورها، وشنّ هؤلاء هجوماً عنيفاً على المعارضة فجاءت تعليقاتهم على شاكلة "حزب الله لن يستسلم للداخل"، و "المجد لـ 7 أيار كل ما الكلب هز ذنبو". كما هدّد البعض بتطبيق الديمقراطية العددية.
في المقابل، انتقل الفريق المناهض لـ "حزب الله" إلى دفّة المواجهة، متحلّياً بقوّة الشرعية، وتساءل البعض أين كان "العيش المشترك" في 7 أيار ومع "القمصان السود" والاغتيالات، وعندما اتّهموا المسيحيين في كسروان وجبيل أنهم غزاة؟ فيما أعطى آخرون مثالاً عن "الإقصاء" عندما قرّر رئيس المجلس النيابي نبيه بري باسم الثنائي، إقفال البرلمان لسنتين ونصف ومنع النواب من انتخاب رئيس للجمهورية.
تعليق المشانق
اهتز الشارع اللبناني مساء الثلاثاء الماضي، على وقع جريمة قتل المواطن جورج روكز (48 عاماً) داخل معرض للسيارات يملكه في ضبيّة. دوافع الجريمة العبثيّة شكّلت صدمة أخرى للبنانيين. فعند إلقاء القبض على القاتل العشريني علي عون، ابن إحدى القرى الجنوبية، اعترف أنه أردى روكز ليحصل على سيارة "ميرسيدس G-Class" من معرضه، إرضاءً لحبيبته المولعة بهذا النوع من السيارات.
الرواية لم تقنع البعض، فانقسم الرأي العام الغاضب إلى قسمين، بين من رأى ضرورة تعليق المشانق وإنزال أشد العقوبات بالجاني ليكون عبرة لغيره، فكتب البعض: "بدنا عدالة الأرض، مش بس عدالة السما". فيما صوّب آخرون على السلاح غير الشرعي والتربية الأسرية المتأثرة بأجواء "حزب الله" وفوقيّته التي يمارسها على باقي اللبنانيين.
في المقابل، رأى عدد من رواد التواصل الاجتماعي، أن القاتل ضحيّة مجتمعه وظروف تربيته وأنه يحتاج إلى معالجة نفسية بدل الجزاء.
في القصر سيّدتان ومرافق
للمرة الأولى منذ عقود، تستحوذ السيدة الأولى في لبنان على اهتمام واسع، حيث انشغل اللبنانيون بيومياتها وإطلالاتها التي غدت محور إعجاب ونقاش على مواقع التواصل الاجتماعي.
عدد من روّاد تلك المواقع، علّقوا على لمساتها الشخصية التي أضفت طابعاً مميزاً على القصر، بدءاً بقرارها بثّ الموسيقى في أرجائه، مروراً بتنسيق الزهور بأناقة، وصولاً إلى تفاعلها الودّي مع الصحافيين عبر أحاديث عفوية مليئة بالترحاب.
المتحدّثة الرسمية الأولى
من نشاط السيدة الأولى إلى مفاجأة الرئيس مع انطلاقة العهد، حيث عمد إلى تعيين الإعلامية نجاة شرف الدين لتتولّى مهمّة المتحدّثة الرسميّة باسم رئاسة الجمهورية، وهو منصب مستحدث بهدف تحسين التواصل مع الإعلام والجمهور.
خطوة الرئيس لاقت استحساناً لبنانياً وانعكست إيجاباً على تعليقات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي. البعض رأى أنها "تعبّر عن رؤية واستراتيجية تعيد تسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة اللبنانية في الحياة السياسية"، فيما كتب آخرون أنّ "تعيينها أضفى المزيد من الأمل إلى عهد الرئيس جوزاف عون"، رغم مخاوف البعض من أن يكون التعيين ضمن المحسوبيات السياسية.
إشارةً إلى أنّ شرف الدين أعلنت أمس، في ختام برنامجها الإذاعي "لقاء الأحد" الذي تقدّمه منذ زهاء 10 سنوات عبر إذاعة "صوت كل لبنان"، التوقّف عن تقديمه للتفرّغ لدورها الإعلاميّ الجديد.
هيبة مرافق
مرافق الرئيس أو "خيال الرئيس" منذ كان قائداً للجيش، شكّل بدوره حالة جدلية، وأثار فضول اللبنانيين بسبب بنيته الضخمة، ليتحوّل إلى مادة دسمة من التفاعل لم تخلُ من الفكاهة.
وصفه البعض بـ "The Terminator"، فيما رأى آخرون أنه "كتيبة عسكريّة" بحدّ ذاتها، ليعلّق أحدهم أنّ اسمه (بول) "ناعم" ولا ينسجم مع ضخامة بنيته الجسدية، فيما كتب عبر "إكس" الصحافي ابراهيم ريحان "مرافق الرئيس عون هوّي الوحيد يلي فيه يخليني آكل بامية أنا وعم إضحك ومقتنع أنو لمصلحتي". أما جمهور "حزب الله" فرأى أنّ على المرافق الاستثمار في قوة بنيته للدفاع عن الجنوب بوجه إسرائيل.
رصاص في غزّة في لبنان
وصلت حرب غزة إلى خواتيمها، وما إن أُعلن عن وقف إطلاق النار، حتى انقسم اللبنانيون مجدّداً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رأى في القرار انتصاراً، وإن ممزوجاً بالمرارة، ومن اعتبر "طوفان الأقصى" و "حرب الإسناد" خسارة فادحة لغزة وللبنان.
الحدث الغزاوي لم يتسبّب في معارك افتراضية فحسب، بل امتزج بالمزيد من الدماء في لبنان، حيث ارتفع صوت الرصاص ابتهاجاً في المخيّمات الفلسطينية والضاحية الجنوبية بُعيد إعلان وقف النار، متسبباً في وقوع ضحايا.
المعارك الافتراضية تنديداً بما حصل انطلقت، فيما طالب ناشطون الدولة بسحب السلاح الفلسطيني من المخيّمات فوراً.