في اليوم الثاني بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ، بدأ الفلسطينيون أمس البحث عن أكثر من 10 آلاف من سكان القطاع يُعتقد أنهم دُفنوا تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية، فيما أعرب الغزيون عن صدمتهم إزاء الدمار الهائل الذي حلّ بغزة من جرّاء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، حيث كشفت الأمم المتحدة أن 92 في المئة من المنازل في القطاع، أي نحو 436 ألف منزل، دُمّرت أو تضرّرت بسبب الحرب.
وذكرت بلدية غزة أن أكثر من 70 في المئة من طرق وشوارع مدينة غزة دُمّرت بالكامل، بحسب التقديرات الأولية، لافتة إلى أن أولويات المرحلة الأولى من وقف النار هي إعادة الحياة إلى القطاع وتأمين خدمات المياه والكهرباء وإعادة فتح الشوارع مجدّداً.
وبينما يلوم الكثير من الغزيين "حماس" في التسبّب بالدمار غير المسبوق في القطاع، اعتبرت الحركة أنه "على مدار 471 يوماً لم تفلح جرائم الاحتلال في زحزحة شعبنا ومقاومته عن التمسّك بالأرض ومجابهة العدوان"، مشيرة إلى أن "غزة بشعبها العظيم ستنهض لتعيد بناء ما دمّره الاحتلال وتواصل الصمود حتى دحره وإقامة دولة مستقلّة وعاصمتها القدس".
في المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل العمل لإعادة جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، مشدّداً على أنه "سنواصل العمل حتى نحقق كلّ أهداف الحرب في غزة"، في حين لفت زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى أنه "يجب تنفيذ صفقة التبادل بالكامل والاستمرار فيها حتى تعود آخر رهينة إلى عائلتها".
على الصعيد الميداني، صمد وقف النار في يومه الثاني إلى حدّ كبير، لكن أفاد مسعفون بأن ثمانية أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية في مدينة رفح في جنوب القطاع، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه أطلق أعيرة تحذيرية استهدفت أشخاصاً اقتربوا من القوات التي لا تزال منتشرة في المنطقة. إنسانياً، أفادت "قناة القاهرة" الإخبارية بأن 300 شاحنة مساعدات، من بينها 15 شاحنة وقود، عبرت من الجانب المصري في اتجاه معبري كرم أبو سالم والعوجا.
إلى ذلك، نقل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قوله إن على القوات الاستعداد لشن "حملات عسكرية ملموسة" في الضفة الغربية خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتاً إلى أن هاليفي "أوعز ببلورة خطط عسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة ولبنان".