طلب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أمس من قضاة المحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة في حركة "طالبان" الأفغانية بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، بسبب الانتشار الواسع النطاق للتمييز ضدّ النساء والفتيات، موضحاً أنه "ثمة دوافع معقولة تتيح القول إن القائد الأعلى لـ "طالبان" هبة الله أخوند زاده، ورئيس المحكمة العليا في إمارة أفغانستان عبد الحكيم حقاني، عليهما مسؤولية جنائية في الجريمة ضدّ الإنسانية المتمثلة باضطهاد مرتبط بالنوع الاجتماعي".
وأكد خان أن النساء والفتيات الأفغانيات، وكذلك أعضاء "مجتمع الميم"، يتعرّضون لحملات اضطهاد بغيضة ومتكرّرة غير معهودة من "طالبان"، معتبراً أن "الوضع القائم بالنسبة إلى النساء والفتيات في أفغانستان غير مقبول". ويتعيّن على قضاة المحكمة النظر في طلب خان قبل البتّ في مسألة إصدار مذكّرات توقيف من عدمه، في إجراءات قد تتّخذ أسابيع أو حتّى شهوراً.
ويأتي ذلك بعدما طالبت "منظمة العفو الدولية" و"لجنة الحقوقيين الدولية" في تقرير سابق، بضرورة التحقيق في القيود الصارمة التي تفرضها "طالبان" وحملتها غير القانونية على حقوق النساء والفتيات بوصفها جرائم محتملة بموجب القانون الدولي. ويقدّم التقرير تحليلاً قانونياً مفصّلاً للكيفية التي يمكن أن ترقى فيها قيود "طالبان" الصارمة على حقوق النساء والفتيات، إلى جانب استخدام السجن والاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيّئة، إلى جريمة ضدّ الإنسانية تتمثل في الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي.
على صعيد آخر، قدّمت الصين "احتجاجاً رسمياً" لدى حكومة "طالبان" في أفغانستان أمس، في شأن مقتل عامل مناجم صيني في مقاطعة طخار على الحدود مع طاجيكستان الثلثاء، في هجوم تبناه فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" الإقليمي الأربعاء، مطالبة بإجراء تحقيق شامل ومعاقبة الجناة.