على مشارف الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة

عرض روسي لواشنطن: تبادل ضمانات بعدم التدخّل

02 : 00

بوتين خلال وصوله لحضور المناورات العسكريّة "قوقاز 2020" في جنوب البلاد أمس (أ ف ب)

بين عرض ضمانات بعدم التدخّل الانتخابي وطرح اتفاق دولي ضدّ الاستخدام العدائي للتكنولوجيّات الحديثة، قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحات لواشنطن على مشارف الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة في 3 تشرين الثاني، ولكن في مجال تبدو فيه موسكو كصاحبة سوابق.

وعرض الرئيس الروسي على واشنطن، في إعلان نشره الكرملين أمس، "تبادل ضمانات بعدم التدخّل، بما في ذلك في العمليّات الانتخابيّة، خصوصاً عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات والتواصل". ويتطلّع هذا الاقتراح المقدّم إلى العمل حول اتفاق عالمي لمواجهة الاعتداءات التي تستخدم تلك التكنولوجيّات.

وكتب بوتين في إعلانه: "من التحدّيات الاستراتيجيّة الكبرى في العالم المعاصر، خطر مواجهة واسعة النطاق في المجال الرقمي. وتقع مسؤوليّة خاصة في تفاديها على الأطراف الرئيسيين في الأمن العالمي في مجال المعلومات". وأضاف: "وإذ أخاطب الدول كافة، بينها الولايات المتحدة، أقترح التوصّل إلى اتفاق دولي تلتزم فيه الدول سياسيّاً بعدم توجيه ضربة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والتواصل".

وجدّد بوتين اقتراحه للولايات المتحدة بالموافقة على برنامج شامل للتدابير العمليّة لإعادة إطلاق العلاقات بين البلدَيْن في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يتضمّن استعادة حوار ثنائي منتظم واسع النطاق بين الوكالات المعنيّة، والحفاظ على الأداء الفعّال والمستمرّ لقنوات الاتصال بين الإدارات المختصّة في البلدَيْن.

كما دعا الإعلان إلى العمل المشترك على تطوير وإبرام اتفاق حكومي ثنائي في شأن منع الحوادث في مجال المعلومات على غرار الاتفاقيّة الأميركيّة - السوفياتيّة السارية في شأن منع الحوادث في مياه البحار والمجال الجوّي فوقها من العام 1972.

وتلا وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف الإعلان عبر التلفزيون، بينما كان بوتين يتوجّه لحضور المناورات العسكريّة "قوقاز 2020" في جنوب البلاد، والتي يُشارك فيها آلاف الجنود وعدد من الدول الحليفة، من بينها الصين. وتُواجه روسيا منذ سنوات اتهامات باستخدام قراصنة معلوماتيين وبثّ معلومات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على العمليّات الانتخابيّة في الغرب.

وقال لافروف خلال الأسبوع الحالي لوكالة "تاس": "لا نُريد حقّاً أن تكون دولة كبيرة دوليّاً على غرار الولايات المتحدة في أزمة". وسبق لعدد من الكيانات والأفراد الروس أن جرى استهدافهم بعقوبات أميركيّة في غضون السنوات الأخيرة، خصوصاً بسبب مساعي التدخّل المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الروسيّة أو بشخصيّات متّهمة بقيادة هذه المساعي مثل الملياردير يفغيني بريغوجين.

وبريغوجين، رجل أعمال ملقّب بـ"طبّاخ بوتين"، لأنّ شركة المطاعم التي يُديرها "كونكورد"، عملت لحساب الكرملين وعلى صلة بـ"مصنع لمتصيّدي الإنترنت"، وتتّهمه واشنطن أيضاً بالتأثير على العمليّة الانتخابيّة وبقيادة مجموعة المرتزقة "فاغنر". وسبق لمجموعات "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل" و"مايكروسوفت" أن أعلنت إحباط هجمات إلكترونيّة وتفكيك حملات تضليليّة كانت تُقاد من الخارج، خصوصاً من روسيا.

وتُتّهم روسيا بتحريك قراصنة معلوماتيين استهدفوا عدداً من المؤسّسات الغربيّة مثل البرلمان الألماني ومكتب المستشارة أنغيلا ميركل. وينفي الكرملين مجمل هذه الاتهامات، متّهماً بدوره الأوروبّيين والأميركيين بقيادة حرب على موسكو تقوم على التضليل الإعلامي. وآخر أمثلة الكرملين على ذلك قضيّة تسميم المعارض أليكسي نافالني. وكان مدير الاستخبارات الخارجيّة الروسيّة قد اتّهم الولايات المتحدة بالتحريض على حملة الاحتجاجات الواسعة الحاليّة على الرئيس البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشنكو.

وفي جديد قضيّة نافالني، سيبقى زعيم المعارضة الروسيّة في ألمانيا لأسابيع، إذ لا يزال بحاجة إلى علاج مطوّل لمساعدته على تجاوز تعرّضه للتسميم بغاز "نوفيتشوك" للأعصاب، بحسب ما أفادت المتحدّثة باسمه كيرا يارمش، التي أوضحت أنّ "عمليّة تعافي نافالني ستستغرق في شكل طبيعي وقتاً طويلاً"، فيما كتب نافالني على مدوّنته، موجّهاً الشكر للطيّارين الروس الذين هبطوا اضطراريّاً عندما مرض والمسعفين الذين عالجوه للمرّة الأولى. وقال إنّه لا يعرف أسماءهم لكنّهم أنقذوا حياته. وأشار المعارض الروسي الشرس إلى أنّه وفقاً لـ"خطّة القتلة"، كان من المفترض أن يموت أثناء الرحلة من مدينة تومسك السيبيريّة إلى موسكو، وأن يصل في "كيس الجثث الأسود".


MISS 3