تحفّظات على أورتاغوس
بين تصريحها من القصر الجمهوري، وخاتمها مع "نجمة داود" فجّرت نائبة مبعوث الرئيس الأميركي، مورغان أورتاغوس، موجة عارمة من السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي.
أثار التصريح حفيظة جمهور "حزب الله"، الذي استنكره بشدّة من خلال حسابات مناصريه، معتبرينه انتقاصاً من السيادة اللبنانية، بينما ألقى بعضهم اللّوم على رئيس الجمهورية لقبوله بما صدر عن أورتاغوس (قبل التوضيح الذي صدر لاحقاً عن الرئاسة)، وعلّق أحد الناشطين "إهانة ما بعدها إهانة للحكومة والسيادة اللبنانية"، فيما كتب آخر "تصريح وقح ومرفوض".
وكانت أورتاغوس قد قالت في تصريحها "إسرائيل هزمت "حزب الله" ونحن ممتنّون لها بسبب ذلك ونؤكد مسألة عدم مشاركة "الحزب" في الحكومة اللبنانية الجديدة بأي شكل".
خاتم "نجمة داود" لم يسلم أيضاً من الانتقادات حيث رأى عدد من ناشطي "الحزب" أنها تعمّدت وضعه في اليد التي صافحت بها رئيس الجمهورية لتأكيد "صهيونيتها"، على حدّ تعبيرهم.
وانتشرت عبر مجموعات واتساب دعوات شعبية لإقفال طرقات الجنوب وقطع الطريق على زيارة أورتاغوس إليه لكنها وصلت إلى البيّاضة وعادت منها.
في المقابل، ردّ معارضون لـ "حزب الله" على الحملة فكتب أحد الناشطين "يللي وصّل لبنان لهالمرحلة وخاض حرب شعواء لدعم غزّة تنفيذاً للأوامر الإيرانية لا يحق له إعطاء الآخرين دروساً في السيادة. إنتو عملتوها وأنت تحمّلوا النتائج".
تجدر الإشارة إلى أنّ حساب الرئاسة الأولى على "إكس" نشر توضيحاً من مكتب الإعلام جاء فيه "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يُعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به".
بري حرِد
ما إن تداولت المواقع الإخبارية خبر مغادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري القصر الجمهوري من بابه الخلفي بعد الاجتماع الذي كان مقرراً عقبه صدور مراسيم تشكيل الحكومة، حتى انفجرت منصّات التواصل الاجتماعي بتعليقات وانتقادات حادة.
أدرك اللبنانيون أنّ برّي حاول فرض "الشيعي الخامس" الذي أراده الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلّف نوّاف سلام من حصّتيهما، وفشل.
اجتاحت الساحة الرقمية عبارات ساخرة ضد برّي ومن خلفه "الثنائي" الشيعي مثل "بري حرد وخرج" و "أربعة وكتير عليكن"، فيما كتب المعارض الشيعي د. هادي مراد "برّي غادر من الخلف وسلام غادر من الأمام".
وبرزت تعليقات تعيد التذكير بقرب مجيء نائبة المبعوث الأميركية، على مثال "بكرا جايي السحسوح".
لكن بعض الناشطين السياسيين وصّفوا الواقع بجديّة حيث قال هادي مشموشي "ليش ما بدكم تفهموا؟ ممنوع تمثيل ميليشيا إيرانية معادية للغرب والعرب في حكومة إنقاذ لبنان من هيمنة أذرع الأخطبوط الفارسي".
أما جورج الحايك فكتب "كادت الحكومة أن تولد لولا عنجهية "الثنائي الحزبي" الشيعي الذي انقلب على الاتفاق".
فيما بدأت حسابات أخرى تطالب بتشكيل الحكومة من دون الثنائي.
في المقابل، لم يمرّ ما حدث من دون أن يثير ردود فعل حادة من جمهور الثنائي، حيث كتب عبدالله قمح "إذا مبلّشة الأمور الحكومية بالبلطجة والتكويع من هلّق مصيبة. شو مخبايين لبعدين؟".
"علّقوا المشانق" مجدّداً
لا يكاد لبنان يغفو على جريمة مروّعة حتى يستفيق على أخرى، في مشهد يتكرّر في الآونة الأخيرة بشكل متسارع بين جبل لبنان وكسروان. ففي الأسبوع الماضي فقط، اهتزت المنطقتان على وقع مقتل الأرشمندريت أنانيا كوجانيان، وإطلاق نار على منزل أحد الكهنة وسيارة رئيس بلدية، بالإضافة إلى سلسلة من السرقات المتفرقة وغيرها من الحوادث التي أثارت تنديداً واسعاً وأجّجت المخاوف بين الأهالي.
لكن الجريمة التي هزّت اللبنانيين بوحشيتها تمثّلت في مقتل الشاب خليل خليل (19 عاماً)، أمام ناظرَيْ شقيقته وفي وضح النهار، فالقاتل جونثان شمعون (26 عاماً) أقدم على دهس المغدور مراراً وتشويه وجهه عقب خروج الأخير من سيارته، حتى فارق الحياة وذلك لأنه تجرّأ على "الكسر عليه بسيارته".
أحدثت الجريمة زلزالاً على مواقع التواصل الاجتماعي منذ لحظة انتشار الخبر، حيث تصاعدت الأصوات المندّدة بها، واجتاحت "التايملاين" اللبناني مجدّداً، مطالبات علنيّة بتعليق المشانق، والتي برزت إثر مقتل جورج روكز في ضبيّه الشهر الفائت، كما ربط كُثُر ارتفاع معدّل الجرائم بغياب الرادع القانوني الفعّال.
من ناحية أخرى، رأى عدد من روّاد التواصل أنّ القاتل كان ضحية للفساد والفوضى وأيضاً التربية السيئة من والدته، التي كانت شاهداً على الجريمة وحاولت إخفاء ابنها لاحقاً.
في المقابل، شكك آخرون في أن تكون الجرائم التي تحدث في جبل لبنان وكسروان مجرّد حوادث عابرة، مرجّحين أن تكون متعمّدة وليست وليدة الصدفة.
من جانب آخر، أطلقت حسابات مرتبطة بـ "حزب الله" حملة لترويج فكرة انتماء القاتل إلى حزب "القوات اللبنانية"، فتصدى ناشطون قواتيون لهم مؤكّدين أنّ القاتل ينتمي لتيار سياسي مسيحي مقرّب من "حزب الله"، واتهموا المروّجين بمحاولة "استغلال دماء شاب بريء وعائلة مفجوعة لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة".
ومن اللحظات المؤثرة التي أثارت مشاعر الكثيرين، انتشار فيديو للشاب خليل على جميع منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه وهو يمارس أنشطة رياضية مع أصدقائه، وهو مليء بالحيوية والطاقة.
نواف تحت الضغط
لم يسلم الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام من الانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن خاب أمل شريحة واسعة من الرأي العام اللبناني فيه، حيث اعتبر كثيرون أنه يتّبع سياسة ازدواجية المعايير في توزيع الحقائب الوزارية، ويمنح الأولوية لـ"الثنائي" على حساب الكتل السنيّة والمسيحية.
إسناد حقيبة المال لـ"الثنائي" الشيعي كان من أكثر الأسباب التي دفعت جمهور المعارضة اللبنانية بكافة أطيافه إلى توجية الانتقادات اللاذعة للرئيس المكلّف.
وبدا لافتاً تصدّر الناشطين السُّنّة مشهد الاعتراض على سياسة من كُلّف بملء المقعد السني، لا سيّما وأنّ عدداً لا بأس به منهم كان يرى في فؤاد مخزومي أو أشرف ريفي رجلَيْ المرحلة، في رئاسة الحكومة.
وكتب د. فيصل نصولي "اعتذر اعتذر.. البيارتة كل عمرهم أهل الدولة وسيادة القانون وأنت رجل قانون..."، فيما علّقت إحدى الناشطات من طرابلس "مش عم إفهم ليش كل سنّي بيجي عالكرسي بينبطح لحزب الله!".
حسابات "شيعة المعارضة"، لم توفّره أيضاً فكتب أحدهم "إذا قبلت يا نواف سلام للي بدّن ياه يعني أنت مشارك معهم بالفساد". كما عكست حسابات "القوات اللبنانية" امتعاض "القوات" من عدم تطبيق المعاملة بالمثل معهم، فعلّق بشارة جرجس "وضع جانباً كل الكتب التي قرأها وكتبها، واتّخذ من أجندة الثنائي الشيعي مرجعاً للتشكيل".
ولعلّ منشور النائب التغييري ميشال الدويهي على منصة "إكس" كان أبرز مثال على أن سلام خذل من انتخبوه لا سيّما وأنّ الدويهي سعى إلى تسميته.
"حزب الله" بين الوصيّة والتوصية
مع تعليقات وجدانية، تداول محبّو السيد حسن نصرالله على منصات التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً لابنه جواد، كشف فيه عن وصية والده له، بعدما شعر بأنه لن يعيش طويلاً، وعن آخر محادثة لوالده مع والدته، حين ودّعها قائلاً "هيدي آخر مرّة بتشوفيني".
في المقابل، فجّر تعيين السيد خامنئي، الشيخ نعيم قاسم أمين عام "حزب الله"، "وكيلاً عاماً له في لبنان"، موجة من الجدل الواسع على منصّات التواصل الاجتماعي. وبينما غمر فريق "حزب الله" شعور الفخر والاعتزاز بالتعيين، تصاعدت أصوات معارضة ترفض ما يحدث بشدة.
وبالقانون، كتب المحامي إيلي محفوض على "إكس" أن الخطوة "تثبّت إيرانية حزب قاسم هويّة وهوى"، داعياً الدولة اللبنانية إلى "منع أي فصيل يتعامل مع فصيل أجنبي تأميناً لمصالحه على حساب المصلحة اللبنانية العليا".
أما الصحافي طوني بولس فحذّر أيضاً من استخدام خامنئي "منطقة" للإشارة إلى الدولة اللبنانية، وكتب "وكأنه يتحدّث عن إحدى المقاطعات الإيرانية"، مطالباً الدولة اللبنانية باستدعاء السفير الإيراني وطرده.
"USAID" تخفي الكثير
دخلت "USAID" في معترك السجالات اللبنانية، من باب التجاذبات حول دورها الحقيقي الذي تسعى لإخفائه عن الرأي العام. فمذ أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد المساعدات عن المنظمة، بدأ عدد من رواد التواصل استعراض أعمالٍ مشبوهة للمنظمة لم يكن الحديث عنها مكشوفاً، وفقاً لهم، حيث أكّد البعض أنّ دورها يشمل فعلياً تمويل جماعات تروّج لمفاهيم مثل حركات "اللاجندرة"، وبأنها تعتمد على استراتيجية استخدام القوى الناعمة لإحداث تحوّلات اجتماعية وسياسية عميقة تتلاءم مع التوجهات اليسارية الهدامة".
كما نشر أحدهم فيديو للمتحدثة باسم البيت الأبيض تقرأ من ورقة أنّ المنظمة أنفقت ملايين الدولارات على عمليات التحوّل الجنسي، ليسأل "هل ترون من كان يدعم تحرّكات التحوّل الجنسي في لبنان؟".
وكتبت إحداهنّ بتهكّم "وداعاً "USAID" شو في ناس حتموت من الجوع بلبنان"، مع "إيموجي" قهقهة. وعلّق آخر "يعني الوظائف والمعاشات الوهمية تبع الـ "NGO" والنسويات طارت".
في المقابل، أسف أحد الناشطين لتوقّف خدمات المنظّمة معتبراً أنّ "عشرات المنتجين الزغار والمزارع والمصانع والمؤسسات قدروا ينجحوا ويكبروا ويوصلوا للعالمية بفضل معدّات وهبات من "USAID"".