ستعمل "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال شرق سوريا على إفراغ "مخيّمات الجحيم" التي تشرف عليها في المنطقة من آلاف النازحين السوريين والعراقيين خلال هذا العام بالتنسيق مع الأمم المتحدة، من بينهم أفراد من عائلات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، حسبما أفاد الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في "الإدارة الذاتية" شيخموس أحمد لوكالة "فرانس برس"، ما يثير هواجس في العراق من مساهمة هؤلاء السجناء بعودة الإرهاب إلى البلاد وزعزعة استقرارها.
ومنذ إطاحة نظام بشار الأسد البائِد، أوعزت "الإدارة الذاتية" بتسهيل أمور الراغبين من سوريين وعراقيين بمغادرة مخيّم الهول، أكبر المخيّمات التي تديرها في شمال شرق سوريا، حيث يُؤوي المخيّم أكثر من 40 ألف شخص من عشرات الدول، والذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة. وكان المخيّم يضمّ عام 2024 أكثر من 20 ألف عراقي و16 ألف سوري.
في السياق، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن العراق نقل 12 ألف عراقيّ من مخيّم الهول، واستردّ 3000 إرهابي من سوريا، لافتاً إلى أن "الحكومة عازمة على نقل جميع العراقيين إلى داخل البلاد، وإدخالهم ضمن برامج التأهيل النفسي والتأهيل المجتمعي، وإعادتهم إلى مناطق سكنهم السابقة". ودعا إلى "إخلاء مخيّم الهول من جميع ساكنيه من السوريين والأجانب"، مناشداً الدول بـ "سحب رعاياها من هذا المخيّم تمهيداً لإغلاقه، لكي لا يعود الإرهاب من جديد".
في المقابل، كشف الممثل عن محافظة نينوى وعضو كتلة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في البرلمان العراقي النائب محما خليل علي آغا، نية الحكومة العراقية بنقل 155 عائلة جديدة وتسعة آلاف فرد من مخيّم الهول إلى مخيّم الجدعة في محافظة نينوى في شمال العراق، ضمن برنامج وزارة الهجرة العراقية، مستنكراً "الاستهتار بدماء ضحايا "الدواعش" من جميع العراقيين"، خصوصاً الضحايا الأيزيديين وقتلى مجزرة "سبايكر".