مع ترقب المراقبين لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف النار بين روسيا وأوكرانيا وتحقيق السلام بينهما، عمدت موسكو إلى بعث رسالة إيجابية لإدارة ترامب، إذ أفرجت عن الأميركي مارك فوغل الذي كان معتقلاً في روسيا، فيما أوضح البيت الأبيض أن ترامب تفاوض على "تبادل يظهر النية الحسنة لدى الروس ويؤشر إلى أننا على الطريق الصحيح لوضع حد للحرب الرهيبة والعنيفة في أوكرانيا".
وقبيل سفره إلى "مؤتمر ميونيخ للأمن" في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة مطوّلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية من أنه إذا سحب ترامب دعم بلاده لأوكرانيا، فلن تتمكّن أوروبا وحدها من سد الفجوة، مشدّداً على أن "الضمانات الأمنية من دون أميركا ليست ضمانات أمنية حقيقية". وأكد استعداده للتفاوض، لكنه لفت إلى أنه يريد أن تفعل بلاده ذلك من "موقع قوّة"، فيما كشف ترامب أنه سيُرسل قريباً وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت إلى أوكرانيا للقاء زيلينسكي، مشيراً إلى أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي سريعاً".
ومن المتوقع أن يلتقي زيلينسكي في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس وأعضاء آخرين من فريق ترامب، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين، لكن "لا يوجد موعد حتى الآن" للقاء ترامب نفسه، الذي كان قد أوضح أنه يريد استعادة الأموال التي أنفقتها بلاده على أوكرانيا.
في السياق، طرح زيلينسكي فكرة حصول أميركا على أولوية الوصول إلى "المعادن النادرة" في أوكرانيا، معرباً عن عزمه تقديم خطة مفصّلة لترامب حول الفرص المتاحة للشركات الأميركية في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، وفي استخراج الموارد الطبيعية الأوكرانية، مقابل استمرار الدعم الأميركي لكييف. وإذا تمكّن ترامب من إحضار أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات، كشف زيلينسكي أنه يُخطّط لطرح تبادل مباشر للأراضي مع روسيا، والتخلّي عن الأراضي التي احتلّتها كييف في منطقة كورسك الروسية.
في الغضون، أفاد مصدران مطّلعان لوكالة "رويترز" بأن إدارة ترامب تخطّط لدفع حلفائها الأوروبّيين لشراء المزيد من الأسلحة الأميركية لأوكرانيا قبل محادثات السلام المحتملة مع موسكو، كاشفين أن مسؤولين أميركيين، بمَن فيهم مبعوث ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، سيبحثون عمليات شراء الأسلحة المحتملة مع الحلفاء الأوروبّيين هذا الأسبوع خلال "مؤتمر ميونيخ للأمن"، فيما طالب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال زيارته قاعدة أميركية في ألمانيا، الأوروبّيين، بزيادة الإنفاق العسكري على نحو عاجل.