عيسى يحيى

اشتباكات الحدود جمر تحت الرماد

هل تشرع المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين؟

خاص _ نداء الوطن

تبقى الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية السورية جمراً تحت الرماد، رغم الهدوء النسبي الذي تسجله منذ أيام، وفيما توقفت الاشتباكات وانسحب مسلحو العشائر إلى الداخل اللبناني وسيطرت قوات الإدارة السورية الجديدة على البلدات السورية، وسجل الجيش اللبناني انتشاراً على طول الحدود في مناطق التوتر، بدأت طلائع ملفات عالقة تعبر من بوابة معارك الحدود.


على الأرض، تستمر القوات السورية الجديدة ممثلةً بعناصر "هيئة تحرير الشام"، في بسط سلطتها ضمن الأراضي السورية والبلدات التي كان يقطنها لبنانيون، ويتلطى خلف تلك الإقامة مطلوبون ومهربون، أسسوا معامل لتصنيع حبوب الكبتاغون وتزوير العملات الأجنبية بالتعاون والتواطؤ مع الجيش السوري، سيما الفرقة الرابعة، وتواصل الكشف عن معامل المخدرات التي كان يشتكي سكان تلك المناطق من الروائح التي تفوح منها عند تحضيرها مسببة الأمراض، وفق ما أكدت مصادر من الداخل السوري لـ "نداء الوطن"، وتقوم بعملية تطهير كاملة للسلاح غير الشرعي والعشائري، وسط ارتياح شعبي من سكانها، إضافةً إلى إقفال معابر التهريب التي كانت تستعمل لتهريب المخدرات والسلاح والبشر، وصولاً إلى تجارة الأعضاء البشرية وفق المصادر نفسها.


من الجهة اللبنانية، استكمل الجيش انتشاره على طول الحدود، وعزز مواقعه على التلال الاستراتيجية المطلة والكاشفة، مانعاً أي تسلل أو محاولات تهريب إلى الداخلين اللبناني والسوري، وفرض سيطرته على الأرض، منعاً لأي تدهور جديد.


يأتي انتشار الجيش بعد تصاعد حدة الاشتباكات، وبعد أن وجد مسلحو العشائر أنفسهم في مواجهة واقع مرير، وأن الاستمرار في القتال يؤدي إلى المزيد من الخسائر في صفوفهم وسط تخلي "حزب الله" عن دعمهم لوجستياً، خوفاً من انكشاف تحركاتهم أمام المسيرات الإسرائيلية، ووسط توجه قيادات ووجهاء العشائر إلى نزع فتيل الخلاف، وترك الأمر للدولتين اللبنانية والسورية، ما دفعهم إلى طلب حماية الدولة والجيش والمطالبة بانتشاره، بعد أن كان ذلك من المحرمات كونه يعيق عمليات التهريب على اختلاف أنواعها.


وفيما يتطلع البقاع الشمالي إلى مزيد من الهدوء والاستقرار، فتحت تظاهرات لعناصر من "هيئة تحرير الشام" قرب معبر "جوسيه" للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين سوريين في السجون اللبنانية، الباب أمام الملفات العالقة بين لبنان وسوريا لا سيما الأمنية منها، ما يزيد المشهد تعقيداً وسط تخوف من أن تتحول الحدود إلى نقطة ارتكاز تحرك عبره كل القضايا.